اسلاميات

دعاء تسخير الزوج لزوجته مجرب – سر السعادة الزوجية وتواصل القلوب!

تعتبر الأدعية واحدة من أهم الوسائل التي يلجأ إليها المسلم لتعزيز الرغبات والأهداف،وفي الآونة الأخيرة، انتشر دعاء ما يُسمى بـ “تسخير الزوج لزوجته”، حيث زعمت بعض النساء بأن هذا الدعاء قد جاء نتيجة تجارب شخصية لها، مما أدى إلى تداوله بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي،ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا هل هذا الدعاء مبني على أسس دينية صحيحة ومن هم العلماء الذين تناولوا هذا الموضوع برأيهم سنستعرض في هذا المقال جوانب مختلفة حول هذا الدعاء وتأثيره من وجهة نظر العلماء والفقهاء.

للإجابة عن تساؤلاتنا، علينا البحث في النصوص والكتب الإسلامية التي تتناول الأدعية بشكل عام والتطرق إلى ما يتعلق بدعاء تسخير الزوج تحديدًا،هل هناك نصوص أو أدلة تشير إلى صحتها أو حتى تبرر ممارستها وما هي الآراء المختلفة للعلماء حول هذا الموضوع ستساعدنا هذه السؤال في تسليط الضوء على أهمية عدم الانجرار وراء بدع غير معروفة في الدين الإسلامي،سنناقش أيضًا بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بالدعاء بشكل عام، ودور العبادات في حياة المسلم وكيف يمكن أن نستفيد منها دون خلطها بالبدع.

بعد البحث في المواقع الإلكترونية، عُثر على دعاء مُسجّع بصيغة محددة يتكرر ذكره في العديد من المواقع،ومع ذلك، عند تتبع أصول هذا الدعاء في كتب الفقه الإسلامي، لم يظهر له أي أصل مستند، مما يثير علامات استفهام حول مصداقيته،بالإضافة لذلك، يجد القارئ أن بعض المواقع الإلكترونية تُدرج تحت عنوان “دعاء تسخير الزوج لزوجته” أدعية تتطلب من الزوجة تكرار عبارات معينة عددًا من المرات، وفي أوقات محددة وهيئات معينة، وهذا الأمر يتنافى مع صحيح السنة النبوية، ويشكل نوعًا من الدجل الشعوذي التي تُبث عبر قنوات تُروّج لجلب الحبيب.

وفي معرض حديثه عن هذه النقاط، يقول الإمام الشاطبي رحمه الله “أي البدعة الإضافية ـ التزام هيئات العبادات، كهيئة الاجتماع على صوت واحد، ومنها التزام الكيفيات والهيئات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة”،وبناءً على هذا، يمكن القول إن ما ينسب من بدع لهذا الدعاء يُعتبر تصرفًا خطأ يفتقر للأدلة الشرعية، ولا ينبغي للناس الانجرار وراءه لمجرد اعتقاد أن له أثرًا روحيًا.

لنأتي الآن للحديث عن الخطأ الذي يتمثل في تخصيص أدعية لأغراض محددة دون دليل شرعي،إن الدعاء هو عبادة محببة أمر بها الله سبحانه وتعالى وورد في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية،وقد جاء في قوله تعالى “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (غافر 60)،ومن هذا المنطلق، فإنه لا يوجد مانع من الدعاء في أي وقت كان، ولكن تخصيص دعاء معين لسبب معين، كما يُشاع في بعض المساحات الاجتماعية، يحتاج لدليل مباشر،قال العالم بكر أبو زيد في كتابه “بدع القراء القديمة والمعاصرة” “من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية، أو سورة في زمان، أو مكان، أو لحاجة من الحاجات”.

كما أن الحديث النبوي الشريف يوضح أن الخير متوفر في الدعاء بطريقة عامة دون التطرق لتخصيصات غير مستندة،فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ” (صحيح البخاري 2697)،فالمسلم مُطالَبٌ بإتباع الأوامر الإلهية كما وردت في الكتاب والسنة دون ابتكار أو تجاوزه.

في الختام، يُظهر الإسلام أهمية الدعاء كعبادة قائمة ومدعومة من النصوص الدينية،ومع ذلك، يجب أن يتم هذه العبادة في إطار صحيح بعيدًا عن البدع والاعتقادات التي لا تستند لأي دليل شرعي،من الضروري أن نكون واعيين في ما نتداوله من وسائل الدعاء وأن نغذي روح الإيمان لدينا من خلال الأفعال الصحيحة والعبادات المثبتة،على كل مسلم أن يتحرى الصواب في دينه وأن يتجنب ما قد يشوبه من خرافات أو بدع.

الأسئلة الشائعة

س هل دعاء تسخير الزوج لزوجته له أصل في الدين
ج لا يوجد دليل قوي في السنة النبوية أو كتب الفقه الإسلامي يدعم هذا الدعاء،يعتبر تداوله نوعًا من البدع.

س هل يمكنني الدعاء بأي شكل أريد
ج نعم، يمكنك الدعاء بأي صيغة ولكن بدون تخصيص أوقات أو هيئات لم يرد بها دليل شرعي.

س لماذا يعتبر تخصيص دعاء معين لسبب معين بدعة
ج لأن ذلك يفتقر للدليل الشرعي وقد يُعتبر إضافة جديدة للدين دون مسوغ شرعي، مما يعد نوعًا من الابتداع.