قصه ملهمة عن النبي آدم رحلة الخلق والإيمان التي غيرت مجرى التاريخ

قصه ملهمة عن النبي آدم رحلة الخلق والإيمان التي غيرت مجرى التاريخ

قصه عن النبي آدم تُعتبر من أهم القصص التي تُعزّز المعرفة لدى الأطفال حول بداية الإنسان وأصله،إذ يحكي كيسها كيف خلق الله عز وجل آدم بيديه من الطين وكيف كرم الملائكة بتوجيههم للسجود له،وهذا يبرز مكانة آدم كأول البشر وأول نبي،سنستعرض من خلال هذا المقال تفاصيل قصة سيدنا آدم، وما تحمله من معانٍ ودروس مستفادة تعتبر ركيزة في الفهم الديني والأخلاقي للأطفال والمجتمع بشكل عام.

قصه عن النبي آدم

سيدنا آدم عليه السلام يُعتبر أول الأنبياء وأول البشر الذين خلقهم الله تعالى،فقد نفخ الله سبحانه وتعالى من روحه في جسد آدم واصطفاه ليكون خليفته في الأرض،وعندما أخبر الله الملائكة بأمر خلق آدم، عبّر الملائكة عن استغرابهم، إذ اعتقدوا أن الخلافة تتطلب أناسًا أكثر كفاءة،ومع ذلك، فإن الله كان له علم بحكمة قراره، وسنقوم بالتفصيل في سرد هذه القصة كما ذُكرت في القرآن الكريم.

خلق آدم عليه السلام

  • عندما أراد الله عز وجل أن يخلق سيدنا آدم عليه السلام ليكون خليفة في الأرض، أعلن هذا الأمر للملائكة الذين عبّ روا عن قلقهم من أن آدم قد يُفسد في الأرض، مستندين إلى وجود الجن الذين أفسدوا فيها سابقًا.

قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة، 30].

  • لكن برغم تلك المخاوف، تم تسليم الملائكة إلى أمر الله، حيث أخبرهم بأنه قد اصطفى سيدنا آدم عليه السلام ليكون خلفية له على الأرض، وأنه سيخلق من ذريته الأنبياء والصالحين.
  • إن عملية خلق آدم تتضمن أربع مراحل رئيسية، تبدأ بخلقه من الطين وعناصر الأرض المختلفة التي مزجت بالماء.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللهَ تعالى خلق آدمَ من قبضةٍ قبضها من جميعِ الأرضِ، فجاء بنو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ، فجاء منهم الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلكَ والسَّهْلُ وَالْحَزْنُ والخبيثُ والطيبُ”.

  • بعد مرحلة الطين، جاءت مرحلة الحمأ المسنون ثم الصلصال، إذ مرّ الزمن حتى تطورت تلك المراحل.

قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) [الحجر، 26].

  • بعد ذلك، جاء دور التكوين، حيث خلق الله عز وجل جسد آدم وذُكر أنه كان طوله نحو 30 متر أو في بعض الروايات 60 ذراعًا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا”.

  • أخيراً، جاءت مرحلة النفخ في الروح، وعندما انتهت عملية خلق آدم، قام الله بنفخ الروح فيه، مما أكمل خلقه ليصبح إنسانًا كاملًا.
  • في الوقت نفسه، خلق الله حواء من ضلع آدم دون أن يشعر بها، وأخبرها بأنها خُلقت لتكون زوجته ولكي يسكن إلى بعضهما.

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا …) [النساء، 1].

  • بدأت الملائكة تسجد لآدم كما أمرهم الله، ولكن إبليس أبى ذلك مستكبراً بسبب استهانته بخلق الله.

نزول آدم وحواء من الجنة

  • بعد أن خلق الله سيدنا آدم ونفخ فيه الروح، جعله مع زوجته حواء في الجنة حيث تمتعوا بنعيمها.
  • خاطبهم الله بأن يُطيعوه وأن لا يتبعوا وساوس إبليس، وقد أباح لهم الاستمتاع بكل ما في الجنة باستثناء شجرة معينة نهوا عن قربانها.
  • للأسف، وسوس إبليس لآدم وحواء وأقنعهما بأكل ثمار هذه الشجرة، مُقنعًا إياهما أنها تقدم لهم الخلود.
  • نتيجة لذلك، بعدما أكلا، ظهرت لهما عوراتهما وسعيا لاختبائها بأوراق الجنة، لكن الله عز وجل عاقبهما وأنزلهما إلى الأرض.
  • قيل إن موقع نزول آدم كان في الهند بينما حواء نزلت في جدة، وتجددت لقاءاتهما فيما بعد.
  • تضرع آدم إلى الله طالبًا المغفرة، فغفر الله له وعفا عنه.

قال تعالى (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)) [الأعراف].

ابني آدم عليه السلام

  • بعد هبوط آدم إلى الأرض وتوبته، علمه جبريل كيفية العيش والاكتساب.
  • أنجب من حواء ابنين هما قابيل وهابيل، وهما أول ذرية آدم.
  • لاحظت حواء أنها كانت تنجب في كل مرة ذكراً وأنثى.
  • كان من شريعة ذلك الوقت أن يتزوج كل ذكر من أنثى من البطن المقابل.
  • لكن قابيل أراد الزواج من أخته، مما أدى إلى صراع مع هابيل.
  • قدّم هابيل قربانًا إلى الله فقبله، بينما زراعة قابيل لم تقبل.

قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة، 27].

  • عمد قابيل حينها لحسد أخيه وقرر قتله، ليكون هذا أول سفك للدم في التاريخ.

وفاة آدم وحواء

  • أما تفاصيل وفاة آدم عليه السلام وحواء فلم يتم ذكرها في الكتاب والسنة، ولكن وردت بعض الأخبار في كتب العلماء.
  • ذُكر أنه عندما بلغ آدم سنه كتب وصيته لابنه شيث وعلمه بأهمية المحافظة على التوحيد والمعرفة.
  • بعد ذلك، قُبضت روحه يوم الجمعة وصلى عليه شيث ودُفن.
  • كان آدم يعلم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه رأى اسم النبي مكتوبًا في الجنة.
  • حيث قيل إن حواء لم تدرك موت آدم إلا بعد سماعها بكاء الكائنات، فحزنت لأجله وبكيت 40 يومًا.

فوائد وعبر من قصة آدم

قصة سيدنا آدم تحمل دروسًا وعبرًا متعددة، وفيما يلي أبرز ما يمكن استخلاصه منها

  • التحذير من اتباع وسوسة الشيطان وتدبيراته الهدامة نحو الإنسان، كما جاء في قوله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ …) [الأعراف، 27].
  • التأكيد على تكريم الله للإنسان عبر اختياره ليكون خليفة في الأرض، وهذا يعكس قيمة الإنسان ومكانته.
  • التذكير بأصل خلق الإنسان من التراب، وهذا يمثل درسًا للتواضع وعدم التكبر.
  • التأكيد على أن الإنسان عرضة للنسيان والخطأ وأنه ينبغي عدم اليأس من رحمة الله عند ارتكاب الذنوب.
  • الإشارة إلى أهمية العلم حيث علم الله سيدنا آدم الأسماء وكل ما يتعلق بالمخلوقات.
  • إبراز قصر علم المخلوقين مقارنة بعلم الخالق الذي يسير وفق حكمة بليغة.
  • الحث على الالتزام بأوامر الله والسير على الصراط المستقيم، حيث إن ذلك هو مفتاح الهداية.