الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية معلومات حيوية يجب أن تعرفها لكل أم جديدة!
من الأمور التي تثير قلق الكثير من النساء خلال فترة ما بعد الولادة القيصرية هو الحكم الشرعي للجماع،ترغب النساء في معرفة متى يمكنهن العودة لممارسة حياتهن الزوجية بشكل آمن، دون التعرض لمخاطر صحية أو انتهاك الشريعة،إن فهم النظام الشرعي لهذه المسألة لذا هو أمر بالغ الأهمية، حيث يساعد في وضع الأمور في نصابها، ويُجنب الأزواج الحيرة والقلق بشأن ممارساتهم اليومية بعد ولادة أطفالهم، ولذلك يعد البحث في هذا الموضوع ذا أهمية خاصة.
جدول المحتويات
الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية
عُرِفَ من قبل العلماء أن فترة الحيض تُعتبر مشابهة لفترة النفاس التي تمر بها المرأة عقب الولادة، وبالتالي يُحرم على الزوج ممارسة الجماع مع زوجته خلال تلك الأوقات،بالنسبة للحكم الشرعي، فقد استند الفقهاء إلى آيات من القرآن الكريم، ولعل من أبرزها قوله تعالى في سورة البقرة “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.
توضح هذه الآية بشكلٍ لا لبس فيه عدم جواز ممارسة الجماع خلال فترة النفاس حتى تنقضي الدورة الدموية وتستعيد المرأة عافيتها وتتمكن من أداء الشعائر الدينية،عند انتهاء النزيف، يُمكن لها بداية ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها، ولكن بعد فترة راحة واستعادة للقدرة البدنية والعاطفية.
أضرار الجماع عقب الولادة
بعد التعرف على الحكم الشرعي للجماع بعد الولادة القيصرية، يأتي دور تناول الأضرار المحتملة التي تنتج عن ممارسة الجماع مبكرًا، والتي أشار الأطباء كثيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المرأة والرجل على حدٍ سواء.
- تُشير الأبحاث الطبية إلى ضرورة الانتظار لمدة لا تقل عن 6 أسابيع قبل العودة لممارسة الجماع، حتى تتمكن المرأة من استعادة حالتها النفسية والجسدية بشكل كامل.
- قد تحدث بعض المضاعفات التي تصل إلى حد وفاة المرأة إذا تم ممارسة الجماع قبل الفترة الموصى بها؛ لأن ذلك قد يتسبب في دخول الهواء إلى رحمها، والذي يكون في حالة غير جاهزة لذلك.
- هناك مخاطر أخرى تُعد خطيرة، حيث يمكن لبعض النساء المعرضات لذلك أن يُصبن بسرطان الرحم بسبب الجماع المبكر بعد الولادة.
- كذلك يزداد احتمال تعرض الزوج للإصابة بعدد من الالتهابات الصحّية بسبب العوامل المرتبطة بالجماع خلال فترة ما بعد الولادة.
عوامل تؤكد إمكانية الجماع بعد الولادة القيصرية
يستند الأطباء إلى مجموعة من العلامات والعوامل التي تشير إلى الجاهزية لممارسة العلاقة الحميمة بعد ولادة قيصرية، وغالباً ما تبدأ هذه العلامات في الظهور بعد مرور حوالي 4 إلى 6 أسابيع، ومنها
- تبدأ التغيرات الهرمونية بالانتظام، مما يؤدي إلى اختفاء التقلبات المزاجية وكذلك التوتر المصاحب لفترة ما بعد الولادة.
- تُلاحظ المرأة شفاء جرح الولادة القيصرية، حيث يبدأ الجرح في الالتئام وتختفي الآلام المرتبطة بالعملية الجراحية.
- عدم الشعور بالتعب أو الإرهاق، حيث تبدأ المرأة في استعادة نشاطها بشكل تدريجي.
- عودة الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، حيث إن تلك الرغبة قد تختفي في البداية لكن مع الوقت يمكن أن تعود.
- جفاف المهبل هو علامة أخرى تُشير إلى انتهاء فترة النفاس، حيث يترافق مع انقطاع النزيف المهبلي.
نصائح للجماع عقب الولادة القيصرية
تسود بين بعض النساء فكرة أن الجماع يعدّ أسهل بعد الولادة القيصرية مقارنةً بالولادة الطبيعية، وهذا اعتقاد خاطئ،إذ تعاني العديد من النساء، بغض النظر عن نوع الولادة، من مشكلات في العلاقة الحميمة تستغرق عدة أشهر قبل العودة إلى وضعها الطبيعي، وبالتالي يجب الالتزام ببعض النصائح المهمة.
- يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل العودة إلى الجماع، حيث تختلف الفترة الملائمة لكل امرأة.
- ينبغي اختيار الوضعيات الجنسية بعناية لتجنب الضغط على جرح الولادة.
- حذر من الضغط المباشر على جرح البطن أثناء الجماع، الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات غير مرغوب فيها.
- لاستعادة الرطوبة المهبلية، يُنصح باستخدام مزلقات موضعية، خاصة مع جفاف المهبل.
- من المهم استخدام وسائل منع الحمل المناسبة بعد الولادة، لتجنب الحمل المتكرر خلال فترة التعافي.
- يفضل وضع ضمادات على الثدي بسبب التغيرات الهرمونية التي قد تؤدي إلى إفراز الحليب خلال العلاقة الحميمة.
- الصبر والتفاهم مطلوبان للغاية في البداية، حيث تحتاج الأمور للوقت لتعود إلى طبيعتها.
تُعتبر الولادة القيصرية من العمليات التي تتطلب الكثير من الرعاية والعناية، ولذلك فإن فهم أهمية الحكم الشرعي ومراعاة العوامل الصحية بعد الولادة يعد أساسياً لحماية المرأة وصحتها النفسية والجسدية، ودعم علاقتها بزوجها،إن الحوار البناء بين الزوجين حول هذه المواضيع سيكون له تأثير إيجابي في تعزيز الروابط وعملية التكيف بعد فترة المخاض.