شعر عن الشتاء والنار تأملات شاعرية تأسر القلوب وتعيد الدفء في ليالي البرد القارس
يعتبر فصل الشتاء واحدًا من الفصول التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني العميقة والمشاعر الإنسانية،يتميز بكثرة هطول الأمطار، والرياح الباردة، بالإضافة إلى الأجواء الرومانسية التي تسيطر على الأجواء حينما يكتسي كل شيء بالثلوج،في هذا الوقت، يشعر الناس برغبة قوية للجلوس بجوار النار، حيث تعكس هذه اللحظات ذكريات جميلة وتمنحهم شعوراً بالأمان والدفء،لهذا، نجد الشعراء يتغنون بفصل الشتاء وأجوائه الساحرة، والذي يعتبر مناسبة للتعبير عن المشاعر وتوثيق الأفكار،سنستعرض في هذا المقال مجموعة من الأشعار التي تتحدث عن الشتاء والنار، بالإضافة إلى بعض العبارات التي تبرز جمال هذا الفصل.
شعر عن الشتاء والنار
1- قصيدة برد الشتاء معذب “للأحنف الكعبري”
برد الشتاء معذب
يشقى به الرجال الفقير
وحل وريح قاتل
ونهاره يوم قصير
ليل الشتاء هو الممات
وفي صبيحته النشور
2- قصيدة لقد جاءنا هذا الشتاء وتحته “لأبي العلاء المعري”
لَقَد جاءَنا هَذا الشِتاءُ وَتَحتَهُ
فَقيرٌ مُعَرّى أَو أَميرٌ مُدَوَّجُ
وَقَد يُرزَقُ المَجدودُ أَقواتَ أُمَّةٍ
وَيُحرَمُ قوتاً واحِدٌ وَهوَ أَحوَجُ
وَلَو كانَت الدُنِّيا عَروساً وَجَدتُها
بِما قَتَلَت أَزواجَها لا تُزَوَّجُ
فَعُج يَدَكَ اليُمنى لِتَشرَبَ طاهِراً
فَقَد عِيَفَ لِلشُربِ الإِناءُ المُعَوَّجُ
عَلى سَفَرٍ هَذا الأَنامُ فَخَلِّنا
لِأَبعَدِ بَينَ واقِعٍ نَتَحَوَّجُ
وَلا تَعجَبَن مَن سالَمَ إِنَّ سالِماً
أَخو غَمرَةٍ في زاخِرٍ يَتَمَوَّجُ
وَهَل هُوَ إِلّا رائِدٌ لِعَشيرَةٍ
يُلاحِظُ بَرقاً في الدُجى يَتَبَوَّجُ
وَلَولا دِفاعُ اللَهِ لاقى مِنَ الأَذى
كَما كانَ لاقى خامِدٌ وَمُتَوَجُّ
إِذا وُقِيَ الإِنسانُ لَم يَخشَ حادِثاً
وَإِن قيلَ هَجّامٌ عَلى الحَربِ أَهوَجُ
وَإِن بَلَغَ المِقدارُ لَم يَنجُ سابِحٌ
وَلَو أَنَّهُ في كُبَةِ الخَيلِ أَعوَجُ
فَلا تَشهِرنَ سَيفاً لِتَطلُبَ دَولَةً
فَأَفضَلُ ما نِلتَ اليَسيرُ المُرَوَّجُ
3- قصيدة كنت أحب الشتاء “لمحمود درويش”
كُنْتُ فيما مضى أَنحني للشتاء احتراماً،
وأصغي إلى جسدي،مَطَرٌ مطر كرسالة
حب تسيلُ إباحيَّةٌ من مُجُون السماء.
شتاءٌ،نداءٌ،صدى جائع لاحتضان النساء.
هواءٌ يُرَى من بعيد على فرس تحمل
الغيم… بيضاءَ بيضاءَ،كنت أُحبُّ
الشتاء، وأَمشي إلى موعدي فرحاً
مرحاً في الفضاء المبلِّل بالماء،كانت
فتاتي تنشِّفُ شعري القصير بشعر طويل
تَرَعْرَعَ في القمح والكستناء،ولا تكتفي
بالغناء أنا والشتاء نحبُّكَ، فابْقَ
إذاً مَعَنا! وتدفئ صدري على
شادِنَيْ ظبيةٍ ساخنين،وكنت أُحبُّ
الشتاء، وأسمعه قطرة قطرة.
مطر، مطر كنداءٍ يُزَفَ إلى العاشق
أُهطلْ على جسدي! … لم يكن في
الشتاء بكاء يدلُّ على آخر العمر.
كان البدايةَ، كان الرجاءَ،فماذا
سأفعل، والعمر يسقط كالشَّعْر،
ماذا سأفعل هذا الشتاء
4- قصيدة قد غنينا عن الشتاء “لأبي النواس”
قد غنينا عن الشتاء
وعن اللّبسِ للفراءِ
وعن الحشوِ والعمامةِ
والكنِّ والصلاءِ
وعن الفرشِ والوطا
في بيوتٍ بلا كراءِ
قدمَ الصيفُ بالولايةِ
قدّامةَ اللواءِ
بالمناديل والغِلالةِ
والنعلِ والرداء
والطنابيرِ والطبول
بالرقص والغناء
يدخل الناس في القيامة
مرداً بلا لحاءِ
أنا مالي وللربا
ط وللغزو والغزاءِ
لستُ ممّن يطوفُ في
عرفاتٍ ولا مناءِ
أركب المدنَ في الدي
ار وفي المدنِ والقراءِ
فإذا ما تمنّعوا
وعصوا بذل الرشاءِ
5- قصيدة يا ربيع العفاة هذا الشتاء “للسراج الوراق”
يَا رَبيعَ العُفَاةٍ هذا الشِّتاءُ
مَنْ تَولَّى شَبابُهُ والفَتاءُ
وَتَوَلَّتْ مِن كُلِّ أُفُقٍ رِياحٌ
تَتَّقيها قَبلَ السِّراجِ ذُكاءُ
سَرَقُوا لي في لَيْلَةِ العِيد دِيكاً
هُوَ لِلعيشِ والعُيُونِ سَواءُ
سَرَقُوهُ وَخلَّفُوا الفَحْمَ والثَّلْ
جَ فَحَسْبي مُصِيبةٌ بَلْياءُ
قَدْ مَضَى العِيدُ مِثْلَما جَا
ءَ لا قَلاءٌ عِنْدي فِيهِ ولا شِواءُ
مُنذُ عامٍ وبّيتُهُ وله قَب
لَغَذائي غَذاؤُهُ والعَشَاءُ
يحاول الشعراء باستمرار تمثيل المواقف المختلفة وانتقاء المفردات المعبرة، ولأن الشعور بالدفء من أجمل المشاعر التي تعبر الإنسان؛ تغنى عدد كبير من الشعراء بذلك من خلال شعر عن الشتاء والنار.
تجسد أشعار الشتاء والنار ترابطًا عميقًا بين الإنسان والطبيعة، حيث تُعبّر عن لحظات الهدوء والسكون، وتخلق أجواءً من الإلهام والحنين،إن الانعزال عن ضجيج الحياة اليومية والتمتع بجمال الشتاء يفتح أمامنا أبواب الذاكرة، فتُسترجع ذكريات الطفولة والأيام البسيطة التي عشناها مع الأهل والأصدقاء،لذا، فإن الشعر هو وسيلة للتعبير عن تلك اللحظات التي تجعل من الحياة أكثر جمالاً، ويؤكد على أهمية تلك الأجواء الرائعة في تشكيل شخصياتنا وتجارب حياتنا.