صليت الاستخارة وما حسيت بشي، هل يعني ذلك عدم التوفيق أم أن هناك رسالة مخفية

في حياتنا اليومية، نواجه العديد من القرارات المهمة التي تتطلب منا الحكمة والتوجيه،الاستخارة هي وسيلة يتبعها الكثير من المسلمين للحصول على الإرشاد في اتخاذ القرارات،يُعتبر تفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى من أسس الإيمان، حيث يتمثل دور العبد في اللجوء إلى خالقه وطلب العون،عند التعرض لهذا النوع من القرارات، يفضل المسلمون أداء صلاة الاستخارة ليطلبوا من الله هداية في الامر المعني،سنستعرض في هذا المقال كيفية أداء الاستخارة، وتجارب الأشخاص الذين قاموا بها، بالإضافة إلى الآثار النفسية التي تترتب على ذلك.

صليت الاستخارة وما حسيت بشي

مررت بتجربة في حياتي عندما كنت محتارة بشأن اتخاذ قرار مهم، وفكرت في البحث عن دعم من والدتي،كانت هي دليلي في هذا الوقت وأخبرتني بأن أستخير الله،استخدمت التعليمات التي قدمتها لي لأداء ركعتين من النفل، ثم دعوت الله بدعاء الاستخارة المعروف، والذي يتضمن طلب التوجيه من الله تعالى،توجهت بالدعاء، وطلبت منه الأمور التي أحتاجها،يتلخص هذا الدعاء بقولي (اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب…) وأكملت الدعاء بطلب ما هو خير لي،رغم أنني صليت الاستخارة، إلا أنني لم أشعر بأي علامات واضحة،سألت والدتي عن ذلك، فأخبرتني أنه ليس من الضروري أن أشعر بشيء في الحلم أو بعد الاستخارة، ولكن إذا استجاب الله لدعائي، فسيكون الأمر يسيرًا.

اضافة إلى ذلك، أوصتني والدتي بإعادة الاستخارة مرة أخرى إذا كنت أشعر بالارتباك، وذلك لأن الأمر قد يتطلب مزيد من الدعاء أو التركيز،التجارب المختلفة تمنحنا العديد من الدروس القيمية حول أهمية استشارة الله في أمورنا.

ما هو حكم صلاة الاستخارة

تعد صلاة الاستخارة سنة مؤكدة، وليست فرضًا، وهي تعبير عن ارتباط العبد بربه وتفويض كل أموره إليه،تتجلى فائدتها في مساعدة المسلمين في اتخاذ القرارات الصائبة وتجنب الوقوع في الأخطاء،
في حديثٍ مع صديقتي، حكت لي تجربة حدثت لها عندما جاء لها عرض عمل فاجأها، وقد كانت تسعى له لفترة طويلة،قمت بالصلاة، لكن شعرت بانقباض وعدم ارتياح تجاه العرض، مما دفعها للعدول عنه،في وقت لاحق، اكتشفت أن هذا القرار أنقذها من مخاطر كبيرة، بعد أن ألغى ذلك العرض وعانت الشركة من مشكلات كبيرة،وهنا نستشف أهمية الاستخارة في تجنيبنا الوقوع في المصائب،وفقًا لما أخبرتني به، نحن نستعير من الاستخارة سبل الحكمة في اختياراتنا.

الاستخارة ليست فقط دعاء، بل هي حالة من الثقة العميقة والتفويض لله، مما يجعلنا نستشعر الاطمئنان بأن الله عز وجل يدبر أمورنا.

ماذا يحدث بعد صلاة الاستخارة

تجربتي مع صلاة الاستخارة كانت غنية بالدروس،صديق لي، أشار إلي بأنه قبل اتخاذ أي قرار، يحرص على أداء صلاة الاستخارة أولاً،ذات مرة، واجهته مشكلة كبيرة كانت ستوقعه في الكثير من المتاعب، لكنه قام بالصلاة وابتعد عن ذلك القرار بعد أن شعر بعدم الارتياح،هذه التجارب تبرز أهمية الاستخارة وأثرها العميق في حياتنا.

من الضروري أن نعلم أن هناك علامات قد تشرق بعد صلاة الاستخارة، مثل الشعور بالراحة والاطمئنان،وبالتالي، إذا شعرت بالانزعاج أو عدم الارتياح، فهي في كثير من الأحيان إشارة للابتعاد عن الموضوع،لكن إذا وُجدت علامات للراحة، فإن ذلك يكون دلالة عما يجب أن نتجه إليه.

يجب أن نؤكد على ضرورة أداء صلاة الاستخارة بدافع الإخلاص والتوجه النقي لله،نحتاج إلى الثقة بأن الله لديه الحكمة المطلقة في توجيهنا إلى الطريق الصحيح،كما يجب أن نتجنب اليأس من عدم حدوث تغيرات إيجابية وسريعة،بعد الاستخارة، يمكننا الاستعانة بأهل المشورة والعلم للتوجيه عندما نشعر بالحيرة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم “فما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يستجيب له دعوته، وإما أن يصرف عنه من السوء والشر مثلها، وإما أن يدخر له من الثواب والأجر مثلها.” هذه النصوص تحثنا على التفاؤل والصبر.

وقت صلاة الاستخارة

تلك الصلاة المباركة ليست لها أوقات محددة، ولكن المستحب أن تُؤدى في أوقات معينة،من الأفضل الابتعاد عن أوقات معينة مثل وقت غروب الشمس أو وقت وجود الشمس في كبد السماء،رغم ذلك، يُفضل أن تؤدى في الأوقات المباركة، كالأوقات التي ينزل فيها الرب إلى السماء الدنيا.

إجمالًا، تُبعد صلاة الاستخارة الشكوك وتعطي أملًا في الاختيارات التي قد نواجهها في حياتنا،إذا صليت الاستخارة وما حسيت بشي، يجب عليك تكرار الصلاة، والاستمرار في اللجوء للدعاء حتى تجد الطريق الصحيح،الله سبحانه وتعالى قريب من عباده، وعلينا أن نثق بقدرته.