نزول خيوط دم بعد الطهر هل أصوم أم أتحاشى الصوم اكتشف الحقائق التي تحتاجها!

تسعى العديد من النساء المسلمات إلى فهم الأمور المتعلقة بعباداتهن، وخاصّةً ما يتعلق منها بفترة الحيض، من أجل القيام بأفضل الممارسات الدينية،سؤال المرأة حول حكم نزول خيوط دم بعد الطهر وهل يجوز لها الصيام يعكس رغبتها بالامتثال لأوامر الله والتمسك بجوهر الدين،من المهم أن تكون المرأة على دراية بخصائص دم الحيض؛ لتستطيع اتخاذ القرار الصحيح بشأن الصيام والعبادات الأخرى،إن فهم الحكم الشرعي المرتبط بهذا الأمر يساعدها في تعزيز قُربها إلى الله وفي إدارة عباداتها بشكلٍ صحيح.

نزول خيوط دم بعد الطهر هل أصوم

سورة البقرة في آية 222 توضح بجلاء مكانة النساء في الإسلام، حيث يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) ، وهذا النص يشير إلى الدورة الشهرية كعبارة عن جزء طبيعي من حياة المرأة ويظهر الأسس الشرعية لهذا الأمر.

تختلف طبيعة جسم المرأة عن جسم الرجل في الكثير من النواحي،تعتبر الدورة الشهرية عملية طبيعية تساهم في تطهير الجسم من الدم الفاسد، ولكنها قد تسبب مشاعر ألم وإعياء،ولهذا السبب، أمر الله النساء بعدم الصلاة أو الصيام خلال فترة الحيض، تيسيرًا لاحتمال الأعراض الجانبية التي قد تواجههن،وبما أن العديد من النساء يرغبن في استغفار الله والتقرب إليه من خلال العبادة، فإن معرفة الإجابة المتعلقة بنزول خيوط دم بعد الطهر تعد ذات أهمية كبيرة لهن.

تجيب الشريعة الإسلامية على هذا السؤال من خلال تقديم توجيهات واضحة،إذا لم يكن الدم الذي تلاحظه المرأة هو دم حيض، بل عبارة عن خيوط دموية أقل كثافة ولونها أصفر، فهذا يشير إلى انتهاء فترة الحيض وليس هناك ما يمنعها من الصيام.

ففي حديث صحيح، رُوي عن أم عطية نسيبة بنت كعب أنها قالت “كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا”، وهو ما يُظهر أنه يمكن أن تصوم إذا كانت خيوط الدم تشير إلى انتهاء الحيض،وعندما يُظهر الدم سمات تشبه علامات الحيض، فهنا يجب على المرأة أن تتطهر وتبدأ الصيام بشكل صحيح.

لذا فإن الإجابة على سؤال “هل أصوم عند نزول خيوط دم بعد الطهر” تُقسم إلى نقطتين رئيسيتين، وفقًا لخصائص الدم

• يسمح للمرأة بالصيام إذا كانت الخيوط التي تلاحظها صفراء أو ماء مُصفًى، فهذا يعني انتهاء فترة الحيض، ويمكنها استئناف صيامها.
• غير مسموح بالصيام إذا كانت الخيوط دموية قاتمة، ينبغي عليها الانتظار والتأكد من انتهاء فترة الحيض من خلال العلامات المعروفة.

صفات دم الحيض الذي لا يسمح بالصوم

يتضح من حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث روت عائشة أم المؤمنين “إنَّ دمَ الحيضِ، دمٌ أسودٌ يُعرفُ، فإذا كانَ ذلِك، فأمسِكي عنِ الصَّلاةِ، وإذا كانَ الآخرُ، فتوضَّئي، وصلّي”، لذا من خلال فهم هذا الحديث، يمكن للمرأة تحديد وقت الصوم،وعندما تكون هناك خيوط تظهر كدم الحيض، فيجب الانتظار حتى تظهر علامات الطهر مثل الإفرازات الصفراء.

في حديث صحيح آخر، ذكرت عائشة أن النساء كن يبعثن إليها بالدَّرجة التي تحتوي على الكُرُسُفُ، مما يدل على ضرورة الانتظار حتى تطهر المرأة تمامًا من الحيض ((قبل استئناف الصلاة والصيام، ما يعكس أهمية معرفة العلامات الدالة على الطهر.

أمور تمنع المرأة من الصوم دون ذنب عليها

يظهر في القرآن الكريم أهمية السماح للمرأة بالتوقف عن الصيام في حالات معينة، والتي قد تشمل فترة الحيض وفترة النفاس،كما جاء في الآية الكريمة (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، [سورة البقرة: الآية 185].