من هو النبي الذي فتح بيت المقدس، في ظل الظروف المؤسفة التي تشهدها القدس في هذه الأيام، من الضروري أن نمتلك وعيا ومعرفة كاملة حول النبي الذي قاد الفتح الأول للقدس وعليه، سوف نستعرض في مقالتنا هذه جميع التفاصيل المتعلقة بالنبي الذي اختاره الله وفضله ليكون له شرف تحرير القدس.

من هو النبي الذي فتح بيت المقدس

يتمتع القدس بمكانة عظيمة في الإسلام، فهو القبلة الأولى والحرم الثالث بعد مكة والمدينة، وهو الموقع الذي شهد رحلة الإسراء والمعراج العجيبتين، يخبرنا الله عز وجل في سورة الإسراء عن هذه الرحلة قائلا: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”، وبهذا ترنو القلوب وتتوق إلى زيارة هذا المكان المبارك بإستمرار، على مر العصور، ووجهت إلى القدس عدة اعتداءات من قبل أقوام طغاة، وقد تم فتحه لأول مرة عن طريق النبي “يوشع بن نون” الذي نجح في التغلب على الكنعانيين الذين احتلوا الأرض واستولوا على خيراتها، ومن الجدير بالذكر أن يوشع بن نون قد دعا ربه أن يثبت الشمس حتى يمكنه فتح القدس، وقد تم ذكر هذه المعجزة في السنة النبوية عندما قال رسول الله ﷺ: “غَزَا نَبِيٌّ من الأنبياء وذكر كذا وكذا.” وأكّد النبيُّ ﷺ أن الشخص المقصود في الحديث هو يوشع بن نون عندما قال: “لم تحبس الشمس لبشر إلا ليوشع بن نون في رحلته نحو القدس.”

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذكي وما هي قصته مع بني إسرائيل

معلومات عن نبي الله يوشع بن نون

رغم أن النبي يوشع بن نون لم يرد اسمه في القرآن بصورة مكثفة، إلا أنه تم التطرق إليه في عديد من الأحاديث النبوية الثابتة فيما يلي بعض المعلومات الهامة عنه: ولد يوشع بن نون في العام 1463 قبل الميلاد، وكان من المقربين جدا للنبي موسى عليه السلام حيث تلقى تعليمه على يديه، ذهب فريق من العلماء إلى أن يوشع كان نبيا معاصرا لموسى، بينما اعتقد آخرون بأنه قاد قوم بني إسرائيل بعد وفاة موسى وأخرجهم من التيه، يعتقد عامة أن الله تعالى قضى على بني إسرائيل بالتيه في الصحراء لمدة أربعين عاما وحرمهم من دخول بيت المقدس جزاء لتمردهم على تعاليم الله ورسوله، بعد وفاة النبي موسى وتبعه أخوه هارون بثلاث سنوات، وبعد موت معظم بني إسرائيل في التيه وانقضاء فترة العقاب، تولى يوشع بن نون القيادة وأوصى قومه بعدم العودة لمخالفة دين الله مرة أخرى، وقادهم نحو بيت المقدس ليحرروه من الطغاة.