من هو النبي الذي غسلته الملائكة، تحظى الأنبياء والمرسلون بمنزلة رفيعة لدى الله عز وجل، وقد خصهم الله بالرسالة دون سواهم من الخلق، إذ لم يصل أي من عباده إلى درجتهم، اختارهم الله تعالى من بين البشر لينادوا الناس جميعا إلى العبادة الخالصة لله الفرد الصمد ومن ثم، فقد منحهم الله سبحانه وتعالى خصائص فريدة، وقد ذُكر أن هنالك نبيا قامت الملائكة بالوضوء به عند وفات وفي مقالنا هذا، سنتناول مدى دقة هذه الادعاءات.

من هو النبي الذي غسلته الملائكة

لطالما انتشرت في أروقة التاريخ حكايات تفيد بأن هناك نبيا تولت الملائكة تطهيره، ومع ذلك فإن مثل هذه الأحاديث لم ترد في كتاب الله أو سنة رسوله، وهنا يتوجب على المسلم التثبت والدقة في التعاطي مع المعلومات الدينية، تروي أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شاهد حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن أبي عامر الأنصاري وهما يغسلان بأيدي الملائكة، لقب “غسيل الملائكة” أطلق على حنظلة لأنه ترك بيته مسرعا للالتحاق بصفوف المسلمين في غزوة أحد بينما كان على جنابة بعد أن قارب زوجته، وعندما التقى الفريقان في المعركة قتل حنظلة أبا سفيان، لكن أحد الكفار لاحظه فقام بقتله عند استشهاده، لاحظ المسلمون سقوط قطرات الماء من رأسه، وعندما أخبروا الرسول بذلك، أشار إلى أن الملائكة تقوم بغسله، فسألوا زوجته فأكدت أنه خرج وهو على جنابة بعد سماع الاستنفار، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا هو السبب الذي جعل الملائكة تغسله.

اقرأ أيضًا: تفسير حلم رؤية مذيعة مشهورة في المنام

معلومات عن حنظلة بن عامر

مع أن حنظلة بن عامر كان من أوائل الناس الذين آمن بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن البعض قد يجهل تفاصيل حياة هذا الصحابي العظيم، الذي لم يتردد لحظة في التضحية بنفسه في سبيل دين الله ونصرة نبيه، سنستعرض فيما يلي بعض المعلومات عن الصحابي “حنظلة بن عامر الأنصاري”، ولد حنظلة في العام العاشر للهجرة في مدينة يثرب، وكان أبوه من أكبر المعارضين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شارك مع قريش في غزوتي بدر وأحد بهدف القضاء على الإسلام، وحتى أنه شارك في بناء “مسجد الضرار” كوسيلة للتآمر ضد المسلمين،

أسلم حنظلة مع الأنصار وكان من بين الأوائل الذين صدقوا النبي عندما وصل إلى المدينة، وطلب الانضمام للجيش من أجل الجهاد في سبيل الله، لما عرف حنظلة بأن والده ذهب إلى الروم لطلب المساعدة ضد المسلمين في غزة أحد، طلب من النبي أن يسمح له بقتال أبيه، ولكن النبي رفض ونهى عن ذلك، طلب حنظلة من النبي أن يتزوج “جميلة بنت عبد الله بن أبي أمية”، فأذن له النبي وتزوجها، ولكنه غادر على عجل ليجاهد في سبيل الله فاستشهد، وقامت الملائكة بتطهير جسده بـ”ماء المزن”، ولدت زوجته لحنظلة ولدا أسمي “عبد الله” بعد شهادة زوجها، وصار واليا على المدينة لكنه استشهد في معركة “الحرة”.