من هو النبي الذي عاش 950 سنة، أورد القرآن الكريم سيرا لكثير من الأنبياء الذين أفنوا حياتهم كافة في سبيل إرشاد أممهم وحثهم على الإيمان بالله والإعراض عن تعظيم الأوثان في هذا المقال، سنعرض جميع المعطيات المتعلقة بالرسول الذي استغرق حوالي 950 عاما من حياته في محاولة توجيه شعبه.

من هو النبي الذي عاش 950 سنة

نشر الله عز وجل في كل قوم رسولا من أنفسهم، يهديهم إلى الإيمان بأن الله واحد لا شريك له وأن لا يعبد غيره، الأغلب من هؤلاء الرسل تمت الإشارة إليهم في القرآن الكريم، بينما ذكروا آخرون في الحديث النبوي الشريف، استغرقت مهمة الرسل في إرشاد أقوامهم فترات طويلة، إلا أن النبي نوح عليه السلام قضى قرابة 950 عاما في دعوة قومه، وعلى الرغم من هذه الفترة المديدة، لم يلتفتوا إلى دعوته، وازدادوا طغيانا في الأرض فأهلكهم الله بالطوفان، وقد قال الله في محكم تنزيله “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُون”. يذكر أن النبي نوح بدأ يبلغ دعوته عندما بلغ من العمر خمسين عاما، بينما يعتقد آخرون أنه كان يبلغ من العمر خمسة وخمسين، مما يعني أنه عاش مدة تزيد عن 950 عاما، لكن العمر الحقيقي لم يتم تحديده بدقة في القرآن أو السنة.

اقرأ أيضًا: تفسير حلم رؤية مذيعة مشهورة في المنام

قصة سيدنا نوح

تحكي النصوص الإسلامية عن سيرة النبي نوح “عليه السلام” في آيات القرآن الشريف، مقدمة درسا للذين يشركون بالله تعالى، سنستعرض هنا بإيجاز الحكاية المطولة لشعب النبي نوح: إن نبينا نوح “عليه السلام” يعتبر من الأنبياء المرسلين الأوائل والصامدين في مهمتهم، وهو أول رسول بعث من بعد آدم “عليه السلام”، وقد جاء في الأحاديث النبوية “أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأجابه بأن كان بينهما عشرة قرون”، وكان شعب نوح يعظم الأصنام فيعبدها، فأرسل الله نوحا ليناديهم إلى ترك هذه الأصنام وعبادة الله الواحد،

نادى نوح “عليه السلام” قومه في الخفاء والعلانية، موصيا إياهم بطلب الغفران من الله المغفر وواعدا إياهم بالرزق السابغ إن هم استجابوا، كما في قول الله تعالى نقلا عن نوح “ثم إني دعوتهم جهارا… استغفروا ربكم إنه كان غفارا… يرسل السماء عليكم مدرارا”. ومع ذلك، لم يلتفت قوم نوح إلى نداءه الدائم نحو توحيد الله بل استهزأوا به وسخروا، رغم استخدامه لكل سبيل ممكن في دعوته من ترهيب وترغيب، لكنهم تمادوا في كبريائهم وعنادهم وفي النهاية، دعا نوح “عليه السلام” ربه أن يهلكهم جميعا لأنهم إن عاشوا فلن ينجبوا إلا فاجرا كافرا،

فكما ورد “وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا”. استجاب الله دعاء نبيه وأمره ببناء سفينة يأوي إليها كل من آمن به، محذرا المشركين بالغرق “فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين… ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون”، وما إن حل الطوفان حتى صعد نوح والمؤمنون للسفينة، ونادى نوح ابنه لينضم إليهم لكنه أبى، معتقدا أن جبلا سيحميه من الماء المتلاطم، إلا أنه غرق وأهلكه الله كما أهلك الكافرين.