اسلاميات

لماذا الركن اليماني مكشوف اكتشف الأسرار الغامضة وراء هذا الظاهرة الفريدة!

الحديث عن الركن اليماني يُعتبر جزءاً أساسياً من المعرفة الدينية لدى المسلمين، حيث يجد البعض أنفسهم بحاجة إلى فهم أعمق لما يحيط بهذا المكان المقدس،إن الركن اليماني ليس مجرد نقطة في الكعبة، بل يحمل دلالات عظيمة تتعلق بالتاريخ والدين والفكر الإسلامي،نحن هنا لاستكشاف أبعاد هذا الركن المكشوف، والتطرق إلى بعض التفاصيل المتعلقة به وأهميته في الثقافة الإسلامية، ومن ثم تقديم إجابات شاملة عن التساؤلات الشائعة المتعلقة بهذا الموضوع.

لماذا الركن اليماني مكشوف

إذا نظرنا إلى الركن اليماني، سنجد أنه ركن من أركان الكعبة المشرفة، يقع تحديداً في جهتها الجنوبية الغربية، وهذا ما يجعله جزءًا مميزًا من تصميم الكعبة،إن هذا الركن يتوازى مع الركن الجنوبي الشرقي الذي يحتوي الحجر الأسود، وهذين الركنين مُعتمدين على قواعد إبراهيم عليه السلام،بالمقابل، فإن الركنين الشاميين لم يُبنيا على نفس القواعد التاريخية، حيث تُشير الروايات إلى تغييرات في طريقة البناء أثناء العصر الجاهلي، والتي أقدمت عليها قريش.

وفقا لما ذكر في كتب السيرة النبوية والآثار الإسلامية، فقد تم استلام الركنين الجنوبيين من الكعبة كمبدأ ديني مستند إلى الحكمة الشريعة،فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل الحجر الأسود ويستلم الركن اليماني بدون تقبيل، مما يشير إلى أن هذا الركن مكشوف ليتسنى للحجاج اللمس والمشاركة في هذا الشرف.

ما الذي أحدثته قريش في بناء الكعبة

عند النظر في تاريخ بناء الكعبة، نجد أن هناك العديد من التحولات التي جرت بسبب عوامل طبيعية وأحداث تاريخية،يوماً ما، قد احترقت كسوة الكعبة بسبب شرارة من مجمر كانت تُستعمل لجعلها عطرة، مما أدى إلى تداعيات سلبية أثرت على جدران الكعبة،بعد ذلك، واجهت قريش كارثة أخرى عندما صادفها سيل عظيم اجتاح الكعبة وألحق بها الأذى.

في تلك الأثناء، بدأت قريش تتناقش حول ضرورة هدم الكعبة وإعادة بنائها بشكل أفضل، ولكنهم كانوا يخافون من عواقب هذا الفعل، لذا تطلب الأمر مشاورات متكررة قبل اتخاذ القرار،في نهاية المطاف، قاموا بهدم الكعبة واستئناف عملية البناء، ليكتشفوا أنهم لا يستطيعون تحريك الأساس الأول الذي تم وضعه من قبل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

من ناحية أخرى، كانت قريش تعودهم على تقديس هذا المكان، مما دفعهم، في قرار نادر، إلى استخدام الأموال الطيبة فقط لبناء الكعبة،ولكن مع محدودية الموارد، قرروا تقليل حجم بناء الكعبة بسبب تكاليف البناء المرتفعة، مما أضطرهم إلى التحويل والتعديل دون التأثير على قدسية المكان.

قامت قريش بتخفيض البناء ستة أذرع، وبناء الأركان الشمالية على قواعد جديدة مختلفة عن تلك التي يعتمد عليها الركنان الجنوبيان،بالتالي، فإن الجزء الداخلي للكعبة وُضعت فيه تصاميم جديدة مختلفة تختلف عن الأسس التاريخية وليس فقط في الشكل، بل حتى في القياسات.

موقع الركن اليماني وسبب التسمية

يتميز الركن اليماني بموقعه الجغرافي حيث يُشير إلى جهة اليمن، لذلك أُطلق عليه هذا الاسم،وكان يُعرف أيضاً بأنّه الركن الجنوبي،في الواقع، يعتبر الركن اليماني أحد الأسرة الدينية الخاصة بعبادة المسلمين، فهو يأتي بعد الركن الغربي عند الطواف حول الكعبة،يدرك المسلمون أهمية الركن اليماني، ولذا تذكره كتب السيرة والحديث في العديد من المناسبات.

شرف الركن اليماني

  • يعتبر الركن اليماني أحد الركنين المَبنيَّين على قواعد إبراهيم عليه السلام، مما يمنحه مكانة فريدة.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الركن اليماني بيده ويعتبر ذلك من السنن المستحبة.
  • الركن اليماني له شأن عظيم في الآخرة، حيث يشهد لمن يستلموه يوم القيامة، فقد ورد في الأحاديث النبوية ما يؤكد مكانته العالية.
  • الأحكام للإفراج عن الخطايا مرتبطة باستلام الركن اليماني، كما ذُكر في الحديث النبوي.
  • النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بين الركن والحجر، مما يعزز أهمية هذا المكان في الدعاء.

هل يشرع تقبيل الركن اليماني

الإجماع بين العلماء هو أن تقبيل الركن اليماني ليس فرضًا، حيث أنه في السنة النبوية لم نجد دليلاً يدعونا لذلك،إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم باستلام الركن دون تقبيله،وقد جاء في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أكثر من دليل يعكس كيف أن المسلم ينبغي أن يتبع السنة،فهو قبّل الحجر الأسود، ولكن وبكل وضوح، ذكر أهمية الركن اليماني وأمر باستلامه دون تقبيله.

فضل الصلاة في الحِجر

الحجر جزء أساسي من الكعبة، إلا أن قريش لم تكتمل من بنائه، ولذلك يتمتع بأهمية خاصة؛ إذ تجوز الصلاة فيه، خاصة النفل،بينما الأعمال الفريضة لا تُقبل فيه لأنها تُعد جزءاً من الكعبة،قد روت لنا السيرة النبوية أنه عندما أرادت عائشة رضي الله عنها الصلاة في الكعبة، كان من الصعب عليها ذلك، لذا قادها رسول الله للقيام بالصلاة في الحجر نفسه، مما يُعزز فضل هذا المكان المقدس.

إن للركن اليماني قيمة كبيرة، يُستحب استلامه كجزء من الطواف حول الكعبة، ونبذل الجهد لنذكّر أنفسنا بأهمية هذا الركن ودوره في ترسيخ العبادات السليمة،ولذلك، على كل مسلم أن يتذكر أهمية استلام الركن اليماني عند الطواف.