قصة زكريا عليه السلام تجربة إيمان وصبر تلهم القلوب وتثير الفكر
تعتبر القصص القرآنية من أبرز مصادر التعلم والتوجيه في حياة المسلمين، حيث تحتوي على عبر ودروس قيمة يمكن أن يستفيد منها الأفراد في مختلف جوانب حياتهم،واحدة من تلك القصص هي قصة زكريا عليه السلام، والتي تبرز أهمية الصبر والإيمان في مواجهة التحديات،تستعرض قصة زكريا كفالتها السيدة مريم، وصلاته بوالده ومن ثم وفاته، مما يجعل هذه القصة نموذجًا للالتزام والتقوى في العبادة،في مقالنا هذا، سنعمل على استعراض تفاصيل هذه القصة العظيمة.
جدول المحتويات
قصة زكريا عليه السلام
سيدنا زكريا، واحد من أنبياء الله، وُلد في زمن كانت فيه قوم إسرائيل غارقين في الضلال، حيث يمتد نسبه إلى يعقوب عليه السلام،عُرف زكريا بحرفته في النجارة، وقد بُعث ليكون هادياً ومعلماً لقومه نحو عبادة الله وترك الشرك،كان له دور مهم في توجيه قومه إلى معرفة الله، وقد ألمت بهم الفتن والظلم في تلك الحقبة.
تظهر القصة في سورتي آل عمران ومريم، حيث ورد ذكره في القرآن أكثر من ثماني مرات،شهدت تلك الفترة من التاريخ ظلمًا قاسيًا وطغيانًا عُرف عن قومه، حيث قتلوا العديد من الأنبياء والمرسلين، وكان زكريا أحد الصالحين وسط عائلته التي لم تكن كذلك وكانت من الكافرين.
تحدث زكريا إلى الله في دعاء يطلب فيه الولد، فقد كان يخشى أن يترك قومه دون من يُقيم دينهم بعد وفاته، حيث كان تقدمه في السن وزوجته عقيم،دعا الله بصدق، عاقدًا الأمل أن يرزقه ولداً يرث عنه مهمته الرسالية، وقد جاءت الإجابة من الله عز وجل بمباركة له بقدوم ابنه يحيى.
تبدأ الأحداث حين بلغ زكريا من الكبر عتيا، ورغم فقدان الأمل في ولادة طفل، إلا أنه لم ييأس من رحمة الله،كان يؤمن بأن الدعاء مستجاب، وقد كفل السيدة مريم وهو شغوف برزق الله لها.
فحين كفل زكريا السيدة مريم، أودعها في المحراب الذي كان يعتكف فيه، وكانت تُظهر من طعام الله ما يدعوه للعجب، حيث كانت تجد فواكه الصيف في الشتاء والعكس،ذلك أثبت لزكريا قدرة الله ورحمته، مما زاد من إيمانه ويقينه في أن الله قادر على كل شيء.
جاء القرآن بإخبار زكريا بوصول بشارة بأن الله سيهبه غلامًا، وقد سُمي يحيى، وقد كان ذلك سببًا في سعادته،حينئذٍ طلب زكريا علامة، وكان أمر الله له أن يصمت عن الناس لمدة ثلاثة ليالي، إلا بالذكر.
امتثل زكريا لأمر الله، ورزق بيحيى الذي عُرف بالتقوى والبر،كان يحيى بارًا بوالديه، وتلقى تعليماته من الكتاب السماوي رغم صغره،كانت له منزلة عظيمة في القرآن تُظهر حنان الله ورحمته، حيث قال عنه عز وجل (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا).
كفالة زكريا عليه السلام للسيدة مريم
- إن والدة السيدة مريم، زوجة عمران، كانت تحلم بأن تُرزق ولدًا، إلا أن الله لم يرزقها إلا بمريم،عاهدت أن تكرس ما ولدت لخدمة بيت المقدس، مما أظهر قوة إيمانها.
- الموقف الأصعب حدث عندما وُلدت مريم كفتاة، مما جعل زوجة عمران تشعر بالتحدي، لكن إيمانها كان قويًا بأن تستمر في ما عزمت عليه.
- عند تقديم طلبات الكفالة للسيدة مريم، تقدَّم العديد من الرجال الصالحين ولكن وقع الاختيار على زكريا، زوج خالة مريم،اتخذ زكريا المحراب مكانًا لمريم.
- في كل مرة كان يدخل فيها زكريا إلى المحراب، كان يشعر بالدهشة عندما يجد الفواكه المتنوعة التي لا تحمل الموسم الذي تشتهي فيه.
- استمر زكريا عليه السلام في الدعاء، حتى رضي الله عنه ووهبه يحيى ليكون امتداداً لنبوته.
وفاة سيدنا زكريا عليه السلام
وفيما يتعلق بوفاته، تختلف الروايات حول نهاية حياة سيدنا زكريا،روايتان رئيسيتان تسردان كيفية وفاته
1،الرواية الأولى
تذكر أن زكريا قُتل على يد قوم إسرائيل بعد ولادة مريم لعيسى عليه السلام، حيث ادعوا أنه أغواها ووقعها في الفاحشة،تعرض لأبشع أنواع القتل، حيث تم نشره بالمنشار.
2،الرواية الثانية
تروي كيفية قتل زكريا بعد أن تم اغتيال ولده يحيى على يد الملك هيرودس،اختبأ زكريا بعد أن عرف أن الملك يبحث عنه، وعندما استدل الملك على مكانه، قُتل داخل شجرة.
هكذا تبرز قصة زكريا عليه السلام لنا أهمية الإيمان والصبر والدعاء، ولدوره العظيم في كفالة مريم وتربيته لابنه يحيى،هذه الحكايات تحمل في طياتها عبراً ينبغي على المؤمنين استحضارها في حياتهم.
الأسئلة الشائعة
ما هي قصة زكريا عليه السلام
قصة زكريا تتعلق بدعائه لله أن يرزقه بولد بعد أن كبر سنه، وجاءت له بشارة من الله بمولودٍ يدعى يحيى، وعلاقته بالسيدة مريم وكفالته لها.
ما هو دور زكريا في كفالة مريم
زكريا كان هو الذي كفل السيدة مريم، وأدخلها المحراب حيث كانت تجد فيها فواكه من مواسم مختلفة، مما زاد من إيمان زكريا بكرم الله.
كيف توفي زكريا عليه السلام
تتعدد الروايات حول وفاة زكريا، وأبرزها أنه قُتل على يد قومه بعد أن اتهموه بأنه أغوى مريم، أو أنه قُتل بعد اغتيال ابنه يحيى.