تعبير عن القدس ومكانتها الدينية
تعبير عن القدس ومكانتها الدينية تعتبر مدينة القدس من بين أقدم المدن في العالم، حيث يمتد أقدم نشاط بشري فيها إلى أكثر من 4000 عام قبل الميلاد، في الفترة ما بين 3000-2800 ق م، أصبحت المدينة مأهولة دائماً، وحظيت بأهمية دينية كبيرة للديانات السماوية الثلاث الإسلام، المسيحية، واليهودية، تاريخيًا، كانت القدس مركزًا إداريًا ودينيًا للعديد من الممالك والحضارات عبر العصور، وتحتضن اليوم أكثر من 220 معلمًا تاريخيًا وأثريًا، من بينها المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة.
مكانة القدس الدينية
تبرز القدس عبر العصور بمعالمها الدينية المقدسة، حيث شهدت إعادة بناء المسجد الأقصى أكثر من 6 مرات على مدى تاريخها الطويل، مع بقاءه ثالث أقدس مسجد للمسلمين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، يحتضن المسجد قبة الصخرة، الذي بناه عبد الملك بن مروان على الصخرة التي انطلق منها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء، أما بالنسبة للمسيحيين، تستضيف القدس كنيسة القيامة، المقصد الذي يحج إليه المسيحيون، إضافةً إلى قرية النبي صموئيل، وكنيسة القدّيسة مريم المجدلية، ووادي قدرون، كلها تشكل أجزاءً لا يتجزأ من التراث الديني المقدس بالنسبة لهم.
أسماء القدس
تُعدّ مدينة القدس محملةً بتاريخها الغني والمتنوع، حيث كانت تُلقب في مختلف الفترات بأسماء متنوعة، انطلقت التسميات من “يبوس” نسبةً إلى اليبوسيين، واستمرت بتسمية “مدينة داود” في عام 1049 ق م، مرت بـ “أورسالم” أثناء حكم البابليين عام 559 ق م، وتغيّرت إلى “يروشاليم” في عهد الإسكندر الأكبر عام 332 ق م، في فتح الإسلام، أُعرِفت بأسميّ “القدس” و”بيت المقدس”، وفي الفترة العثمانية، اُطلِقَ عليها اسم “القدس الشريف”.
اقرأ أيضًا: يوم الطفل الفلسطيني
تاريخ القدس
تاريخ مدينة القدس يعكس تنوعًا ثريًا، حيث مرّت بفترات تأثرت فيها بحضارات وأمم عديدة من العصور القديمة حتى الحديثة بين هذه الحقب التاريخية المهمة:
- اليبوسيون (2500 ق م): كانوا السكان الأصليين لمدينة القدس، حيث أطلقوا عليها اسم “يبوس” تاريخيًا، وكانوا جزءًا من القبائل الكنعانية العربية.
- العصر الفرعوني (القرن 16-14 ق م): خضعت المدينة للحكم المصري الفرعوني، وتعرضت لغزو قبائل الخابيرو البدوية قبل أن تعود تحت النفوذ المصري مرة أخرى في فترة حكم الفرعون سيتي الأول.
- العصر البابلي (977-583 ق م):شهدت المدينة غزوًا بابليًا حيث انتهت الحكم المصري، وخاضت حملة نبوخذ نصّر التي أدت إلى احتلال القدس وسبي اليهود.
- الفترة الفارسية (537-333 ق م): شهدت تحولًا في مدينة القدس حين تمكن الملك الفارسي قورش من هزيمة الحكم البابلي في عام 539 ق م، وتمت إضافتها إلى المملكة الفارسية التي تمتد عبر بلاد الشام بأكملها.
- الحقبة اليونانية (333-63 ق م): شهدت القدس تغييرًا جذريًا عندما سيطر الإسكندر الأكبر على فلسطين، بما في ذلك مدينة القدس، التي كانت تحت سيطرة الفرس في عام (333 ق م ) ورحل الإسكندر بعد عقد من الزمن، وعاقبته إمبراطورية البطالمة والمقدونيين، بعد ذلك، ضم بطليموس فلسطين والقدس إلى مملكته في مصر، وفي عام 198 ق م، تمكنت السلوقيون بزعامة سيلوكس نيكاتور من إدماج القدس في دولتهم في سوريا، خلال هذه الفترة، كان سكان القدس واضحين في تأثرهم بالحضارة اليونانية القديمة.
جغرافية القدس
كان الموقع الأصلي لمدينة القدس على تلال الظهور، مطلًا على بلدة سلوان جنوب شرق المسجد الأقصى، مع مرور الوقت، تغير مركز المدينة ليمتد إلى مرتفعات أخرى مثل مرتفع بيت الزيتون في الشمال الشرقي، ومرتفع ساحة الحرم في الشرق، ومرتفع صهيون في الجنوب الغربي، تقع هذه المرتفعات ضمن منطقة سور القدس، المعروفة اليوم بالقدس القديمة، تُعتبر القدس موقعًا جغرافيًا مركزيًا حيث تقع بين جبال نابلس في الشمال وجبال مدينة الخليل في الجنوب، وإلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط، تبعد القدس أيضًا 22 كم عن البحر الميت، وترتفع حوالي 775 مترًا عن مستوى سطح البحر، في حين يقع البحر الميت إلى الغرب.
اقرأ أيضًا: كلمة بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
معالم القدس
تحتضن مدينة القدس ثروة من المعالم الثقافية والدينية، ومن بين أبرزها:
- المسجد الأقصى: يعتبر ثالث أقدس المساجد للمسلمين، يتسع لحرم يمتد على مساحة تقارب 140,900م2، ويشمل قبة الصخرة وأعمدة وحدائق، بُني لأول مرة في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بين 709-715م، وشهد ترميمات متكررة.
- مسجد قبة الصخرة: يوجد في الحي الإسلامي، ويمثل المكان الذي صعد منه النبي محمد في رحلة الإسراء والمعراج، تم بناؤه في نهاية القرن السابع بتصميم معماري فريد وقبة مذهبة بالذهب.
- كنيسة القيامة: تُعتبر أقدس كنائس المسيحيين على مستوى العالم، وتقع في الحي المسيحي بالمدينة القديمة، ويعود بناؤها للقرن الرابع على يد والدة الإمبراطور قسطنطين.
- قرية النبي صموئيل: تتوسط التلال الجبلية على ارتفاع 890 مترًا شمال مدينة القدس، وتضم قبر النبي صموئيل، بُنيت القرية حول المسجد الذي يُعتبر معلمًا بارزًا، وشهدت إقامة دير النبي صموئيل في عهد البيزنطيين كمأوى للحجاج المسيحيين.