عبارات

أقوال أحمد شوقي العميقة والملهمة عن الأخلاق التي تضيء دروب الحياة

أقوال أحمد شوقي عن الأخلاق تعكس مجموعة من القيم والمبادئ الجليلة التي تميز بها هذا الشاعر العظيم،برز شوقي من خلال شعره كأحد أبرز الشعراء العرب، متبنياً نمط الشعر الجاهلي وتميز بأسلوبه الفريد في صياغة القصائد،لقد استطاع من خلال كلماته أن ينقل رسالة قوية حول أهمية الأخلاق في حياة الأفراد والمجتمعات،في هذا المقال، نستعرض بعضاً من أقواله الشهيرة التي تعكس رؤيته العميقة للأخلاق ودورها في بناء الفرد والمجتمع، ونسلط الضوء على المعاني السامية التي تتضمنها تلك الأقوال.

أقوال أحمد شوقي عن الأخلاق

التزم أحمد شوقي بمدرسة الشعر الجاهلي، مما جعل قصائده تمتاز بالكثير من النداءات الفصيحة حول الأخلاق والقيم الإنسانية،فقد استخدم في شعره مفردات تحمل معاني عميقة تدل على تمسكه بالأخلاق كعنصر أساسي في تحقيق الرقي الاجتماعي،في هذا السياق، إليك بعض الاقتباسات البارزة من شعره

  • وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.،فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
  • وكُن في الطريق عفيف الخطأ.،شريف السماع كريم النظر.
  • ولا تخل من عمل فوقه.،تعش غير عبدٍ أو مُحتقر.

إضافةً إلى هذه المقولات، يبرز شوقي ضرورة الأخلاق في العلاقات الإنسانية ويدعو إلى عدم الانزلاق نحو الفواحش والسلوكيات السيئة،ومن أقواله

  • لا تلتمس غلباً للحق في أمم.،الحق عندهم معني من الغلبِ.
  • لا خير في منبر حتى يكون له.،عود السُمر أو عود من القُضُبِ.
  • صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.،فقوم النفس بالأخلاق تستقيم.
  • والنفس من خيرها في خير عافيةٍ.،والنفس من شرها في مرتعٍ وخمِ.

تأملات شوقي في الأخلاق تعكس انشغاله بالشأن الإنساني، حيث اعتبر الالتزام بالأخلاق أحد أساسيات البناء الحضاري،كما عبر عن ذلك بقوله

  • هز اللواء بعزك الإسلام.،وعنت لقائم سيفك الأيام.

في النهاية، يظهر شوقي في شعره كيف أن الأخلاق هي القاعدة الأساسية التي تعزز من قيمة الإنسان في المجتمع،كما انتقد بعض العادات السيئة التي تعكس غياب القيم السليمة

  • ولم أر مثل جمع المال داء.،ولا مثل البخيل به مصابًا.
  • فلا تقتلك شهوته وزنها.،كما تزن الطعام والشرابًا.
  • وخذ لبنيك والأيام ذخرًا.،وأعط الله حصته احتسابًا.

يتجلى حب أحمد شوقي للأخلاق في قصائده المتعددة، حيث اعتبرها تاج القيم ومفتاح السعادة،إذ يستمر في تحفيز المجتمع على احترام المبادئ الأخلاقية التي تضمن التعايش السلمي وتساهم في بناء حضارة راقية،إن الأخلاق، كما يرى شوقي، لا تعد merely كلمات بل هي أفعال تنعكس في سلوك الناس تجاه بعضهم.

ختاماً، يتضح لنا أن أحمد شوقي لم يكن مجرد شاعر يجيد ألفاظ اللغة العربية، بل كان رائدًا في نشر القيم والأخلاق في مجتمعه،لقد أرسى أساسًا راسخًا لمفهوم الأخلاق كعناصر حيوية لا غنى عنها في حياة الأفراد، مما يجعله من أبرع الشعراء الذين خلّدتهم الأجيال في ذاكرة الثقافة العربية.

 

أشعار أحمد شوقي في الأخلاق

كتب الشاعر أحمد شوقي قصائده الشعرية عن الكثير من جوانب الحياة بشكل عام مثل قصائد عن الحب وقصائد عن الفراق وقصائد عن حب الأصدقاء كما كتب قصائد عن المعاتبة واللوم ومن أبرز القصائد كان تتحدث عن القيم والأخلاق والمبادئ.

من أمثال هذا النوع من القصائد قصيدة “نهج البردة” وتقول أبيات تلك القصيدة

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه

فقوم النفس بالأخلاق تستقم،

والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ

 والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.

 ولولا البخلُ لم يهلكْ فريقٌ.

على الأقدارِ تلقاهم غِضاباً

ليس اليتيمُ من أنتهى أبوَاهُ من

 هَمِّ الحياةِ وَخَلَّفاهُ ذليلاً

 إنّ اليتيمَ هو الذي تَلْقَى له.

أماً تخلَتْ أو أباً مَشْغولاً

 إِن المقِّصَر قد يَحُولُ ولن تَرى.

لجَهالة الطَّبْعِ الغَبيِّ محيلا.

رأيتُ في بعضِ الرياضِ قبرةٌ.

تطيرُ ابنها بأعلى الشجرة

وهي تقول يا جمالَ العش.

لا تعتمدْ على الجناح الهشِّ

تعتبر الأخلاق هي السيرة الطيبة التي ترافق الإنسان طيلة حياته وأنها تاج الوقار والاحترام على رأس الإنسان وهي من الأشياء التي يجب أن يفخر الإنسان بها، حينها يرتفع شأنه ويرتقي بين الناس.

ثم أكمل الشاعر واصفًا أن الأخلاق هي أساس كل شيء وأن لولا وجودها لما استقامت حياتنا وأنه لا يوجد في ميزان المرء يوم الدين أثقل من ميزان الأخلاق، ويجب على الإنسان ألا يفعل الفواحش والكبائر والسير خلف شهواته ورغباته.

ثم يكمل الشاعر أبياته قائلًا

قف على عودٍ بجنب عودِ

وافعلْ كما أفعلُ في الصعودِ

 فانتقلتْ من فنن إِلى فننْ

 وجعلتْ لكل نقلةٍ زمنْ

كي يسترحَ الفرحُّ في الأثناء

فلا يخلُّ ثقل الهواءِ

لكنَّهُ قد خالفَ الإشارةْ.

 لما أرادَ يظهرُ الشطارةْ

وطارَ في الفضاءِ حتى ارتفعا.

،فخانه جناحُه فوقعا

فانكسَرَتْ في الحال رُكبتاه.

ولم ينلْ من العُلا مناهُ

ولو تَأَنَّى نالَ ما تمنى.

وعاشَ طولَ عُمْرِهُ مهنا

لكلِّ شيءٍ في الحياتِ وقْتهُ.

وغايَةُ المستعجلينَ فَوْتهُ.

إِنّ الغرورَ إِذا تملَّكَ أمةً.

كالزهرِ يخفي الموتَ وهو زؤامُ.

وإِذا النساءُ نشأنَ في أميةٍ.

رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا.

وما نيلُ المطالبِ بالتمني.

ولكن تُؤخذُ الدنيا غلاباً.

 رَبّما مَنَعَتْك الحقُوقُ الكَلام.

 وأَلجَمتِ العُهُودُ فاكَ بِلجَام.

 ارْحَم نَفسَك من الحِقْدِ فإنّه عَطَب.

نارٌ وأنتَ الحَطَب.

يصف الشاعر حال الإنسان بتشبيهه بالطير الذي يعجبه العُش بعد أن قام بوضع أعواد القش جنبًا إلى جنب مما جعلها أن تصبح قوية تكفي أن يقف عليها، فجلس ليستريح بعد تعبه ثم جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ويسقط العش في هبّة ريح.

يصف الشاعر الإنسان الذي يأمن الحياة، فيمكن أن تنقلب في هبّة وأن الإنسان من الممكن في لحظة أن يترك مبادئه ويميل إلى الشهوات ويذهب تعبه طيلة حياته هباءً.

عُرف الشاعر أحمد شوقي بتمسكه الشديد بالمبادئ والأخلاق التي تربى ونشأ عليها فهم من أكثر الشعراء العرب الذين حثت قصائدهم على التمسك بالأدب والعلم، وأن قياس المرء يتم بناءً على قدر أخلاقه واحترامه لنفسه وللآخرين.