كم عدد أسماء الله الحسنی ومعاني أشهر الأسماء

كم عدد أسماء الله الحسنی ؟ هذا ما سوف نجيب عنه معاً فی هذا المقال نتمنی أن تكون إجابتنا وافية كافية. كما سنذكر معانی لبعض من أسماء الله الحسنی مع الشرح المبسط.
كم عدد أسماء الله الحسنی ؟
روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:
(إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)
والمراد من هذا الحديث الشريف الإشارة إلى كم عدد أسماء الله الحسنی وأهميّة هذه الأسماء البالغ عددها تسعة وتسعين اسماً؛ إذ إنّ المسلم ينال بإحصاءها دخول الجنّة، وقد اختصّت بذلك دون غيرها من الأسماء، لِكونها من حيث اللفظ كانت الأشهر، ومن حيث المعنى كانت الأكثر وضوحاً، ولم يكن مراد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث حصر عدد أسماء الله الحسنی.
الدليل علی أن اسماء الله الحسنی غير محصورة
هناك العديد من النصوص الشرعية الدالّة على ذلك منها:
قوله -صلّى الله عليه وسلّم
(اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ) ولإحصاء الثناء على الله -تعالى- لا بدّ من إحصاء أسمائه لكنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر أنّه لم يُحصي الثناء عليه، وفي هذا إشارة إلى عدم حصر أسماءهد
قسّم ابن القيّم أسماء الله الحسنى إلى ثلاثة أقسام:
مُستدلاً بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي)
اي أن أسماء الله الحسنی يمكن تقسيمها الی:
- قسم أنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم وأطلع عباده عليه.
- قسم لم يُنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم ولكنّه أظهره وعلّمه لمَن يشاء من الملائكة وغيرهم.
- قسم لم ينزله الله -تعالى- في القرآن الكريم، ولم يُظهره ويعلّمه لملائكته وإنّما اختصّ نفسه بالعلم به.(1)
الأسماء التسعة والتسعين وما زاد عليها
كم عدد أسماء الله الحسنی ليس مجرد حصر لأسماء الله فقد ورد ذكر الأسماء التسعة والتسعين فيما رواه ابن حبان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:
(هو اللهُ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَيْمِنُ العزيزُ الجبَّارُ المُتكَبِّرُ الخالقُ البارئُ المُصَوِّرُ الغفَّارُ القهَّارُ الوهَّابُ الرزَّاقُ الفتَّاحُ العليمُ القابضُ الباسطُ الخافضُ الرَّافعُ المُعِزُّ المُذِلُّ السَّميعُ البصيرُ الحكَمُ العَدْلُ اللَّطيفُ الخبيرُ الحليمُ العظيمُ الغفورُ الشَّكورُ العَلِيُّ الكبيرُ الحفيظُ المُقيتُ الحَسيبُ الجليلُ الكريمُ الرَّقيبُ الواسعُ الحكيمُ الودودُ المَجيدُ المُجيبُ الباعثُ الشَّهيدُ الحقُّ الوكيلُ القويُّ المَتينُ الوَلِيُّ الحميدُ المُحصي المُبدِئُ المُعيدُ المُحيي المُميتُ الحيُّ القيُّومُ الواجدُ الماجِدُ الواحدُ الأحَدُ الصَّمدُ القادرُ المُقتَدِرُ المُقدِّمُ المُؤخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهرُ الباطنُ المُتعالِ البَرُّ التَّوَّابُ المُنتقِمُ العَفوُّ الرَّؤُوفُ مالِكُ المُلْكِ ذو الجَلالِ والإكرامِ المُقسِطُ المانعُ الغَنِيُّ المُغْنِي الجامعُ الضَّارُّ النَّافعُ النُّورُ الهادي البديعُ الباقي الوارثُ الرَّشيدُ الصَّبُورُ).
تعرف أسماء الله -تعالى-:
بأنّها الأسماء التي اختارها الله -تعالى- ورضيها لنفسه في القرآن الكريم أو في سنّة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد وصفها بالحسنى بقوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها).
وقد زادت الأسماء عن تسعة وتسعين اسماً
وثبتت في أحاديث صحيحة، ومنها اسم السُّبُّوح، فقد روى مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت:
(أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ).
ومنها اسم الشافي أيضاً؛ فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول:
(اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي)،.
ومنها أيضاً أسماء الله -تعالى- المضافة التي ثبتت في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة وثبت الدعاء بها بإجماع المسلمين؛
مثل أرحم الراحمين، ومالك يوم الدين، وخير الغافرين، وأحسن الخالقين، ورب العالمين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب،
أهميّة العلم بأسماء الله الحسنى
بعد ما عرضنا الاجابة علی سؤال كم عدد أسماء الله الحسنی؟ نتعرف الآن علی ما أهمية معرفة هذه الاسماء؟
- أسماء الله الحسنی قيمة عظيمة في أمور كثيرة، ومنها ما يأتي:
- العلم بأسماء الله الحسنى والاشتغال بفهمها
- وهو أعلى المطالب التي يشتغل بها العبد، وذلك لكون هذا العلم هو أجلّ وأشرف العلوم؛ لأنّه متعلّق بالله- تعالى-.
- العلم بأسماء الله الحسنى وفهم معانيها
- هو الطريق لمعرفة الله -تعالى- والتقرّب منه، وهذا يؤدّي بدوره إلى محبّته وخشيته مسبباً السعادة الحقيقية للعبد.
- العلم بأسماء الله الحسنى وفهم معانيها هو أصل الإيمان وغايته
- فكلما ازداد علم العبد بأسماء الله -تعالى- ازداد إيمانه ويقينه به،
- وذلك لأنّ العلم بأسماء الله الحسنى متضّمن لأنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبيّة، وتوحيد الألوهيّة، وتوحيد الأسماء والصفات.
تفسير بعض من أسماء الله الحسنی
قد وردت بعض أسماء الله الحسنى وصفاته في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى:
«هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم».
ففي هذه الآيات الكريمة ذكر سبحانه من أسمائه الحسنى أربعة عشر اسماً هي
الله
وهذا اللفظ علم على ذات الله تفرد به ولا يطلق على غيره، ولا يشاركه فيه أحد.
الرحمن
أي العظيم الرحمة، المنعم على عباده بجلائل النعم، ولا يطلق هذا اللفظ إلا على الخالق عز وجل.
الرحيم
أي الدائم الرحمة المنعم على عباده ويمكن أن يطلق هذا اللفظ على غير الله.
الملك
أي المالك لجميع الأشياء، والحاكم على جميع المخلوقات، والمتصرف فيها تصرف المالك في ما يملكه.
القدوس
أي المنزه عن كل نقص، البالغ أقصى ما يتصوره العقل في الطهارة، وفي البعد عن النقائص والعيوب.
السلام
أي ذو السلامة من كل ما لا يليق، وهذا الاسم يدل على الأمان والاطمئنان، والحصانة والسلامة في الدنيا والآخرة.
المؤمن
أي المتفضل على عباده بالأمن والأمان.
المهيمن
من الهيمنة على الشيء والراعي له: فالمهيمن هو المسيطر على هذا الكون، الرقيب على عباده، الحافظ لأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم.
العزيز
من العز بمعنى القوة والشدة والغلبة والرفعة، فالعزيز هو الذي يغلب غيره ولا يتجاسر على مقامه أحد.
الجبار
أي العظيم القدرة: القاهر فوق عباده الذي تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد.
المتكبر
أي الشديد الكبرياء والعظمة والجلالة والتنزه عما لا يليق بذاته.
والصفتان (الجبار المتكبر) صفتا مدح للخالق وصفتا ذم لغيره: وفي الحديث القدسي يقول الخالق عز وجل «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحدة منهما قصمته، ثم قذفته في النار».
الخالق
هو سبحانه الخالق لكل شيء، الموجد لكل مخلوق، المنشئ لهذا الكون على مقتضى حكمته وإرادته ومشيئته.
البارئ
أي المبدع المخترع للأشياء، والمبرز لها من العدم إلى الوجود.
المصور
أي المعطي لكل مخلوق صورته التي تميزه عن غيره، المصور للأشياء على هيئات مختلفة، وعلى أنواع شتى من التصوير بمعنى التخطيط والتشكيل.
وهناك أسماء أخرى كثيرة ذكرها العلماء في كتبهم.
ملخص
أسماء الله الحسنی عظيمة وما أجمل ان نتقرب بها الی الله عز وجل وما أروع تأمل معانيها.
رزقنا الله واياكم لذة القرب منه دائماً.
المصادر