اسلام

كفارة إفطار رمضان وحكم المفطر عن عمد وعن غير عمد فى رمضان

كفارة إفطار رمضان وحكم من أفطر عن عمد وعن غير عمد فى شهر رمضان ،والأشكال المختلفة لكفارة إفطار رمضان هذا ما سوف نتناوله فى مقالنا اليوم الذى نتمنى من الله أن يكون فيه النفع والفائدة للجميع.

كفارة إفطار رمضان 

صوم شهر رمضان من أحد الفرائض التي أقرها الله على المسلمين، فهو ركن من أركان الإسلام وأمر واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر.

ولكن أباح الله الإفطار للمسلمين في بعض الحالات مثل :

  1.  المرض
  2. الحيض والنفاس للمرأة
  3. السفر لمسافات بعيدة 

وهذه حالات لا إثم عليها ووجب عليها القضاء كما سنوضح لاحقا.

اقرأ أيضاً:فضل شهر رمضان

كفارة إفطار رمضان عن عمد

أما من أفطر عن عمد وبدون أسباب تستدعى فطره فقد ارتكب إثماً عظيماً كالجماع فى نهار رمضان مثلا فهو خطأ عظيم وهناك ثلاثة أشكال مختلفة لكفارة إفطار رمضان فى هذه الحالة وهي:

تحرير الرقبة

يمكن للفرد المسلم التكفير عن إفطار شهر رمضان من خلال تحرير رقبة فرد مسلم أخر، فالعبودية لم تنتهي بانتهاء العصر الجاهلي بل هي في ازدياد متواصل، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى تحرير رقبة الفرد المسلم وسيلة من وسائل التكفير عن إفطار رمضان.

صيام شهرين متتالين

إذا لم يستطيع الفرد المسلم تأدية النوع السابق من الكفارة فيمكن أن يقوم بالتكفير عن إفطار شهر رمضان عن عمد من خلال صيام شهرين متتاليين دون انقطاع للصيام، ولذلك لا يجوز للفرد أن يستريح من فترة صيام الشهرين إلا في حالتين:

  1. إِذا كانت المرأة تقوم بصيام شهرين متتاليين للتكفير عن إفطار شهر رمضان وجاءها الحيض فوجب الإفطار في تلك الحالة، فيجب أن تتوقف عن الصيام في أول يوم من الحيض وتستكمل باقي الأيام في اليوم التالي من انتهاء فترة الحيض مباشرة.
  2. إذا جاء يوم العيد خلال فترة الكفارة فوجب الإفطار في تلك الحالة لأن يوم العيد لا يجوز الصيام فيه لأي سبب، ومن بعد انتهاء العيد يجب أن يكمل الفرد كفارته.

إطعام 60 مسكين

 إذا لم يستطيع الفرد المسلم أداء الكفارة بأحد الشكلين السابقين لأسباب خارجة عن إرادته وليس لعدم رغبته في تأديتها، فيمكن أن يكفر عن إفطار شهر رمضان من خلال إطعام 60 مسكين عن كل يوم أفطر فيه خلال شهر رمضان.

ويجب أن يطعم هؤلاء المساكين من نفس الطعام الذي يطعم منه بيته وأهله،

ويمكن أن يقوم بدفع مستحقات ال60 وجبة لشخص أخر يستطيع أن يطعم هؤلاء المساكين،

ويجب أن تكون أنواع هذا الطعام غير محرمة، ويجب أن تكون أساسية للحياة.

كفارة إفطار رمضان بغير عمد

فى حالة إفطار يوم أو أكثر من ايام الشهر الكريم بعذر وبغير عمد وجب على المسلم القضاء فى حالة الاستطاعة أما فى غير استطاعة مثل المرض الشديد والرضاعة للمرأة يجب الكفارة بدفع فدية ومن ثم القضاء عند زوال السبب.

القضاء

هو صيام المسلم يوم بديل عن اليوم الذي أفطر فيه في شهر رمضان، مثل إفطار الفرد بسبب مرض عرضي غير دائم.فيجب أن يتم تعويض هذا اليوم من خلال صيام يوم أخر.

أو إفطار الفرد بسبب السفر لمسافات طويلة، أو الإفطار بسبب الحمل، أو الوضع، أو الرضاعة، أو الإفطار بسبب الحيض عند النساء.

ولا يجوز دفع الفدية في تلك الحالات طالما يستطيع الفرد أن يؤدي فرض الصيام في أيام بديلة عن الأيام التي أفطر فيها.

الفدية

هي ما يجب على المسلم المكلف الذى شق عليه الصيام بأن مرض مرضا لا يُرجى شفاءه فأفطر بقول أهل التخصص من الأطباء وكان لا يقوى مع مرضه على الصيام، وكذلك العجوز كبير السن الذى يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تُحتَمَل عادة، فلا يجب عليه نية الصيام من الليل، ولا صيام عليه إن أصبح في نهار رمضان، وعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم من الأيام التى يفطرها من رمضان، لقوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

كفارة إفطار رمضان في القرآن الكريم 

بالطبع جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي توضح أحكام الصيام والإفطار خلال شهر رمضان، ومن تلك الآيات الآتي:

قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالۡـَٰٔنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾. (سورة البقرة: 187). 

قَال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. ( سورة البقرة: 185

كفارة إفطار رمضان في السنة النبوية الشريفة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ، وَأَعَلَّهُ أَحْمَدُ، وَقَوَّاهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال {بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل: فقال: يا رسول الله، هلكت. قال: ما أهلكك ؟ قَال: وقعت على امرأتي ، وأنا صائم – وفي رواية: أصبت أهلي في رمضان.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال: لا.

قَال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال: لا.

قال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟ قَال: لا.

قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر – والعرق: المكتل – قال: أين السائل؟ قال: أنا.

قَال: خذ هذا ، فتصدق به. فقال الرجل: على أفقر مني: يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها – يريد الحرتين – أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه. ثم قال: أطعمه أهلك }

ملخص

شهر رمضان فرض الله فيه الصيام فريضة على كل مسلم بالغ قادر عاقل فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام لا ينبغى ابدا الاستهانه به والتفريط فالكفارة واجبة لمن فرط فى صوم الشهر الكريم.

اقرأ أيضاً:

هل كان هذا الموضوع مفيدا ؟

زر الذهاب إلى الأعلى