العنف ضد المرأة في المجتمع العربي. صورة مهتزة رديئة تظهر من إحدى الكاميرات الأمنية التي انتشرت في شوارعنا ومنازلنا للأمن، حيث ركضت امرأة في بيجامتها وعليها علامات الخوف الشديد على ملامحها، قبل أن يتبعها رجل ويضربها بعصا في يده حتى غطى وجهها بالدماء، لذلك سوف نذكر في السطور التالية بالتفصيل العنف ضد المرأة وكيفية علاجه على موقع بسيط دوت كوم.

جدول المحتويات

العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

مشهد آخر من كاميرا اهتزازية يبدو أنه من الهاتف المحمول لأحد الشهود على حادث ضرب عدة رجال امرأة شابة.

لم يساعدها وجود طفلة بين ذراعيها أو سقوطها على الأرض في وقف تلك الضربات العنيفة، لكن دون جدوى.

للأسف، هذه المشاهد التي ذكرتها ليست مستوحاة من مخيلتي، ولا مشاهد سينمائية لفيلم مظلم.

للأسف هذه المشاهد ليست بين الغرباء أو الأعداء، بل بين زوجين يجمعهما الرباط المقدس ويغطيهما سقف واحد.

هذان مشهدان واقعيان تكررا أكثر مما ينبغي، يعبران عن العنف الممارس ضد المرأة بأشكال ومظاهر عديدة.

العنف ضد المرأة

وفقًا للأمم المتحدة، فإن تعريف العنف ضد المرأة هو: أي عمل عنيف مدفوع بالتعصب الجنسي.

وينتج عنه أو من المحتمل أن يؤدي إلى أذى أو معاناة للمرأة، جسديًا ونفسيًا. إنه عنف موجه ضد المرأة لكونها امرأة.

إنه عنف حقيقي وقائم، لكن الرأي الجزئي الذي يتجاهل حقيقة العنف في المقام الأول هو الذي يرى العنف ضد المرأة على أنه عنف بدافع الجندر أو التحيز ضد المرأة!

والعنف في الواقع إيذاء متعمد سواء أكان هذا الأذى لفظياً أم عملاً. في الواقع، إنها تنبع من فكرة التنمر على الضعيف.

هو ضعف جسدي (امرأة أو طفل)، ضعيف نفسياً، وضع اجتماعي متدني، أو نقص في الدعم.

لذلك لن يكون مفاجئًا أن تجد أن ثلث نساء العالم قد تعرضن للعنف، وهي نفس النسبة المئوية من الطلاب الذين تعرضوا للتنمر.

أو ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية من تعرض قرابة مليار طفل للعنف!

العنف يا صديقي نتاج خالص للفكر المادي. من أساسيات الفكر المادي الإيمان بالقوة والحق في السلطة بكل أشكالها وأشكالها، أو القوة المادية أو قوة الأرقام.

مع نمو الفكر المادي في المجتمعات البشرية، من الطبيعي أن نشهد ارتفاعًا محمومًا في مظاهر العنف، وخاصة ضد الفئات الضعيفة.

أسباب العنف ضد المرأة

سوف نوضح في السطور التالية أسباب العنف ضد المرأة بعد أن ذكرنا مثال حي عن العنف ضد المرأة في المجتمع العربي:

1- غياب الوعي

  • مع غياب الوعي بدور المرأة كإحدى طرفي الأسرة التي هي النواة الأساسية للمجتمع والشريك الفاعل في بناء المجتمع.
  • بالإضافة إلى الجهل بحقوق المرأة وواجباتها، يسهل ظهور الممارسات الجسدية العنيفة.

2- سوء فهم دور المرأة

  • مع الجهل وقلة الوعي، نمت المفاهيم الخاطئة حول الدور المركزي للمرأة في الأسرة.
  • أصبح تقليص دور “ربة البيت” نبرة معتادة، ساعده اعتقاد بعض الرجال أن الإنفاق على الأسرة هو لطف على أسرته!
  • فليس دوره وواجبه أن يهمل أو يُهمل.
  • مع سوء الفهم هذا ومع نمو الفكر المادي، أصبحت المعادلة التي تؤمن بحق السلطة ترى ربة المنزل كطرف ضعيف جسديًا وجسديًا بالنسبة للمرأة، وضعيفًا اقتصاديًا من حيث ربة المنزل.

3- غياب المجتمع النسائي

  • القصد هنا ليس مجتمعًا أنثويًا معاديًا للرجل أو يدعو إلى تقسيم المجتمع، بل مجتمع أنثوي يحتضن ويدعم المشاركة الاجتماعية الآمنة للمرأة.
  • ومن خلاله يمكن مراعاة الضوابط الذهنية والدينية التي تراعي دور المرأة في نهضة المجتمع، من خلال توفير المناخ المناسب لتلك المشاركة.

4- سوء فهم أدوار الرجل

كما قلنا، يميل البعض إلى تهميش واجب الرجل في الإنفاق على أسرته، بل وينسون أن هذا الإنفاق هو محور دوره كرئيس للأسرة وزوج.

5- النظرة المادية لنظام العلاقات الإنسانية

  • مع العرض المادي للزواج ومظاهره التي تحصر الزوج المناسب في شقة وسيارة وعمل جيد.
  • والزوجة الصحيحة ذات الوجه الجميل والجسد النحيل، أصبحت نظرة العلاقات الزوجية محكومة بالمادية.
  • ومعنى هذا حكم قوي، أو تقويم للزوج والزوجة على أساس ما يستطيع كل منهما توفيره مالياً فقط!

6- تطبيق القانون

  • ولعل أبرز مشاكل المرأة في تطبيق القوانين وليس غيابها. توجد الشريعة والقوانين القانونية وهي قادرة على إقامة جزء مناسب من العدالة.
  • من ناحية أخرى، نرى قصورًا في إنفاذ هذه القوانين، بدءًا من الميراث وانتهاءً بالقوانين المناهضة للعنف ضد المرأة.

أشكال العنف ضد المرأة

  • العنف الجسدي: الضرب والاعتداء والاعتداء الجسدي أو الجنسي.
  • العنف النفسي: تلاعب نفسي وابتزاز عاطفي.
  • العنف اللفظي: الإساءة اللفظية أو التحرش.
  • العنف الاقتصادي: تقصير الزوج في إعالة زوجته وأسرته إلى حد معقول، أو حرمان المرأة من حقوقها المادية مثل الميراث.

علاج العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

تفعيل دور النخب الثقافية والرياضية والفنية والدينية للتوعية بالدور الحقيقي للمرأة والرجل في المجتمع والتأكيد على أنهما طرفان لجسد واحد وهو المجتمع.

التوعية بحقوق وواجبات المرأة والرجل في مجالات الحياة والأسرة.

خلق وخلق مجتمع يحتضن نشاط المرأة بشكل آمن وصحي.

تفعيل القوانين الخاصة بمكافحة العنف ضد المرأة ومراقبة تنفيذها.

آثار العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

هناك العديد من الآثار السلبية الناتجة عن تعرض المرأة للعنف، حيث يتسبب ذلك في العديد من المشاكل الصحية والنفسية والإنجابية والعقلية، والآثار السلبية على أطفالها أيضا. وبالطبع الضرر يصل إلى المجتمع بشكل عام، لذلك تستمر تعرف على المزيد من المعلومات:

أثر العنف ضد المرأة في المجتمع العربي على صحتها

هناك العديد من الأضرار الجسدية التي قد تنجم عن تعرض المرأة للعنف، بما في ذلك التعرض للاكتئاب أو الجروح والكسور والكدمات.

قد تكون هذه الآثار بسيطة ويمكن علاجها، أو تمتد معها لفترة طويلة، وبالطبع تتحمل الأسرة أعباء مالية إضافية لمعالجتها، وإليكم أهم الأضرار الصحية.

انتحار أو قتل

  • إجهاض الأجنة أو الولادة المبكرة أو جنين وزنه أقل من الطبيعي أو موته في بطن أمه.
  • حدوث الحمل دون رغبة المرأة.
  • الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسياً.
  • ظهور بعض المشاكل النفسية مثل ضغوط ما بعد الصدمة، والاكتئاب، وصعوبة النوم، والأرق، والقلق، واضطرابات الأكل، والتي تكون مبالغ فيها في الأكل، أو الامتناع عنها نهائياً.
  • المعاناة من الصداع ، وآلام الظهر، وآلام الحوض والبطن، وقلة الحركة، وظهور مشاكل في الجهاز الهضمي، وتدهور الحالة الصحية للمرأة بشكل عام.
  • التدخين والإدمان والسلوك الجنسي الخاطئ خاصة في حالة التعرض للعنف الجنسي في سن مبكرة.

آثار العنف ضد المرأة في المجتمع العربي على الأطفال

  • لا يؤثر العنف سلبا على المرأة المعتدى عليها فحسب، بل يمتد أيضًا من خطورة الأمر إلى الأطفال الذين يعيشون في بيئة أو أسرة ينتشر فيها العنف.
  • يتسبب عنف الشريك الحميم أحيانًا في إصابة الرضع بسوء التغذية والإسهال.
  • قد يؤدي حتى إلى وفاة الطفل.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي للعنف ضد المرأة

تتمثل الآثار الاجتماعية والاقتصادية للعنف ضد المرأة في عدد من النقاط المهمة، على النحو التالي:

  1. تعاني بعض النساء من العزلة الاجتماعية عن العالم.
  2. عدم قدرة المرأة على العمل.
  3. أخذ الزوج الراتب الذي تتقاضاه المرأة أثناء عملها.
  4. الحرمان من المشاركة في العديد من الأنشطة العادية وقلة القدرة على رعاية أطفالهم وأنفسهم.

آثار العنف ضد المرأة على الحياة الأسرية

يؤثر العنف ضد المرأة في المجتمع العربي بشكل واضح على الحياة الأسرية، حيث انتشرت ظاهرة الطلاق وتشتيت الأبناء. فيما يلي أهم التأثيرات:

  1. تشتت الأسرة وانعدام الأمن والاستقرار.
  2. انخفاض إنتاجية الشخص.
  3. مشاكل اقتصادية بسبب الإنفاق على الرعاية الصحية والعلاجية للمعتدى عليه.

كيفية مكافحة العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

هناك العديد من الخطوات والحلول التي يجب على كل امرأة أن تعرفها جيدًا لمكافحة العنف ضدها. وقد لعبت منظمات حقوق الإنسان دورًا ملحوظًا في تدريب النساء على هذا الأمر. فيما يلي هذه الحلول:

1- استمع للضحايا وصدقهم ولوم الجاني

  • إن فكرة إعلان المرأة المعنفة للآخرين عما تعرضت له من عنف وسوء معاملة هي أولى خطواتها السليمة في مواجهة الإساءة.
  • لذلك يجب على المجتمع أن يمنحها الأمن الذي تحتاجه، وأن يستمع إليها إذا تعرضت المرأة للعنف الجنسي، فلا تلومها على المظهر، بل تلوم المعتدي.

2- تنشئة الجيل القادم لتجريم العنف ضد المرأة

  • كن مثالاً يحتذى به للجيل الجديد في معاملة المرأة بالاحترام الذي تستحقه.
  • والتخلص من الأفكار التقليدية القديمة التي تفرق بين حقوق الرجل والمرأة.
  • يمنح الرجل الكثير من الامتيازات والأدوار الاجتماعية، مما يجعله يشعر بأنه أفضل من المرأة وله الحق في الإساءة إليها.

3- تقديم الدعم لضحايا العنف

  • تقع مسؤولية إنقاذ النساء المعنفات وتمكينهن من مواجهة العنف بدعمهن وتوفير احتياجاتهن الأساسية على عاتق المجتمع ككل.
  • على وجه الخصوص، جمعيات حقوق الإنسان والملاجئ والخطوط الساخنة، حيث تحتاج النساء المعرضات للعنف إلى التواصل بسرعة مع من ينقذهن.

4- تعرف على علامات تعرض المرأة للعنف ضدها والمساعدة في الإنقاذ

  • عندما تتعرض المرأة للعنف سواء جسديًا أو نفسيًا أو جنسيا، تظهر عليها بعض العلامات الواضحة، إذا اشتبهت في تعرضها للعنف.
  • ابحث بعناية عن هذه العلامات واعرض عليهم المساعدة.
  • لكن إذا تعرضت للعنف يا عزيزتي، فاعلم جيدًا أنك لست وحدك، فهناك العديد من المنظمات الحقوقية التي يمكنك من خلالها طلب المشورة، وخاصة المجلس القومي للمرأة.

5- التضامن مع ضحايا العنف

  • تحتاج المرأة المعنفة إلى الشعور بمساعدة المجتمع والتضامن معها. العنف ضد المرأة في المجتمع العربي ظاهرة منتشرة ومستقرة في الأذهان منذ عقود.
  • إنها بحاجة إلى أصوات عالية تقول “لا” لأولئك الذين يتسامحون مع العنف ضد المرأة.
  • ويمكنك إظهار رفضك للعنف ضد المرأة، من خلال جعل صورتك برتقالية على مواقع التواصل الاجتماعي.

6- التصريح برفضك التام للاغتصاب

  • هناك بعض البيئات الاجتماعية التي تبرر العنف الجنسي، ومن الثابت أن مثل هذا السلوك المشين أمر طبيعي.
  • لذلك، فإن معدل اغتصاب النساء في مثل هذه المجتمعات غير الصحية يزداد.
  • وأول الخطوات الفعالة التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا الأمر هي إعلان رفضه والبدء في إرساء أسس العدل والمساواة بين الرجل والمرأة مثلما يتم في مجتمعنا العربي.

7- تخلص من السلبية

  • من أهم الأشياء التي تجعل الشخص المعتدى عليه يستمر في الاعتداء على المرأة هو الموقف السلبي للآخرين.
  • إذا رأيت أن امرأة تتعرض للتحرش اللفظي أو الجسدي، ارفع صوتك وأعلن اعتراضك على الاعتداء الذي رأيته.

8- تمويل الجمعيات الحقوقية والنسائية

حتى تتمكن المؤسسات المجتمعية من دعم ودعم النساء المعنفات، وأن تكون أحد المتبرعين بالمال لهن، وتشجع معارفك على التبرع لهن مالياً.

عقوبة العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

سوف نتطرق في السطور التالية لذكر عقوبة العنف ضد المرأة في مصر والسعودية كمثال:

عقوبة العنف الأسري في السعودية

في السطور التالية نوضح عقوبة العنف الأسري في السعودية طبقا للقانون السعودي:

  1. أصدر مجلس الوزراء قانونا يسمى قانون العنف الأسري في عام 2013 منذ الولادة وتحديدا في 26 أغسطس من هذا العام.
  2. إضافة المادتين 306 (أ) و 306 (ب) المتعلقين بقانون العقوبات، من أجل الحد من تعرض المرأة للتحرش الجنسي ، في عام 2014 منذ الولادة.
  3. وافق مجلس الوزراء السعودي على تعديل قانون العقوبات الجزائي، بالسماح لقاضي التحقيق بعدم إثبات هوية الضحية، أو أي بيانات عنها.
  4. وذلك لدعم النساء المعنفات في رفع تقرير بما تعرضن له. تعرضت للتحرش أو الاغتصاب، أو أي اعتداء على الشرف والسمعة، وكان ذلك في عام 2020 ميلادي.
  5. تعديل المادة 242 مكرر و 242 مكرر أ من القانون رقم 58 الصادر عام 1937 م لتوقيع عقوبة شديدة بالحبس لمدة لا تقل عن سبع سنوات لكل من شارك في جريمة ختان الإناث وذلك عام 2021، بالضبط يوم 20 يناير.
  6. كما يعاقب بالحبس كل من روج لفكرة ختان الإناث أو شجعها، ويعاقب بالحبس كل من تسبب في ارتكاب هذه الجريمة.
  7. صدور قانون العنف الأسري عام 2013 منذ الولادة والذي نص على أن الزوج الذي يضرب زوجته يعاقب بالحبس لمدة تصل إلى عام.
  8. وغرامة تصل إلى خمسين ألف ريال سعودي، والتي تحدد حسب رؤية القاضي وتضاعف العقوبة في حالة التكرار.

عقوبة العنف ضد المرأة في مصر

تم ذكر بعض النصوص المهمة في القانون المصري لإلغاء عقوبة العنف ضد المرأة، ومنها ما يلي:

  1. تجريم التحرش الجنسي وتعديل قانون العقوبات عام 2016 منذ الولادة.
  2. وشددت عقوبة ختان الإناث عام 2017 وتحولت من جنحة إلى جناية.
  3. في عام 2017 صدر قانون جديد بتجريم حرمان الآخرين من الميراث.
  4. تجريم التحرش الالكتروني لسنة 2018 منذ الولادة.
  5. في عام 2015، صدر قانون لرعاية النساء الحوامل المسجونات وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.
  6. تجريم ضرب المرأة وسبها واغتصابها ومعاقبتها بالسجن المؤبد أو مدة لا تقل عن 15 سنة.

قد يهمك